لبنان: "الصدفة" توقع زوجة البغدادي سجى الدليمي

03 ديسمبر 2014
E49EDD71-68F8-4E19-A501-7B054EF955FB
+ الخط -
تختلف الروايات حول طبيعة "الضربة الأمنيّة" التي حقّقها الجيش اللبناني، ليل أول من أمس، مع إشارة بعضها إلى أنّ الاستخبارات أوقفت زوجة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أبو بكر البغدادي، سجى الدليمي برفقة إبنه، واثنين من أولادها من زوج سابق. ويدعم هذه الرواية أحد الوزراء المعنيين بالملف الأمني في لبنان، بتأكيده لـ"العربي الجديد"، أن الدليمي أُوقفت "بالصدفة" على إحدى نقاط الجيش اللبناني في منطقة شمالي لبنان مع إبنها وولدين آخرين. ويوضّح المصدر الوزاري أنّ عمليّة التوقيف جرت قبل أكثر من أسبوع.
من جهته، يقول وزير "سيادي" في الحكومة، إنّ الجيش أوقف الدليمي بعد عمليّة متابعة ورصد مع ثلاثة أطفال، في منطقة شمالي لبنان. ويُوضّح أنّ عمليّة التوقيف جاءت نتيجة مداهمة قامت بها استخبارات الجيش. لكنه، يُفضّل الانتظار قبل حسم إذا ما كانت الدليمي زوجة البغدادي، أم لا.

في موازاة ذلك، تؤكّد مصادر عسكريّة رسميّة لبنانيّة، لـ"العربي الجديد"، أنّ استخبارات الجيش أوقفت سيّدتين، الأولى هي سجى الدليمي، مع ثلاثة أولاد، والثانية زوجة أبو علي الشيشاني، (أنس جركس، سوري الجنسية) مع أولادها أيضاً. ويُعدّ جركس من القياديين البارزين في جبهة النصرة. وتُضيف هذه المصادر أنّ عمليّة التوقيف حصلت شمالي لبنان، بعد متابعة دقيقة.

وتلفت مصادر سياسيّة وأمنيّة، إلى أن المعلومات التي أدت إلى توقيف الدليمي ومن معها، جاءت نتيجة تقاطع معلومات غربيّة، مصدر معظمها من الاستخبارات البريطانيّة. ويرتبط اختلاف الروايات هذا، بعدم إصدار الجيش اللبناني أي بيان رسمي يوضح فيه حقيقة ما جرى، وترك الأمر مفتوحاً، عبر معلومات مصدرها ضباط في الجيش، ومسؤولون سياسيون.

وفي وقت لاحق، أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"، الرسمية في لبنان، أن استخبارات الجيش في زغرتا، أوقفت زوجة المسؤول في "جبهة النصرة" أنس شركس، المعروف بـ"أبو علي الشيشاني"، مع شقيقها راكان، في منطقة حيلان زغرتا، شمالي لبنان. وأشارت إلى علاقة زوجها بقضية العسكريين المخطوفين.

ومن جهة "داعش"، فقد نفت حسابات على موقع "تويتر" قريبة من التنظيم، اعتقال "زوجة الخليفة"، مشيرة إلى أنّ الموقوفة هي زوجة أبو علي الشيشاني. وتكرر هذا النفي في حسابات عدة قريبة من التنظيم. ويقول حساب "منبر لبنان المسلم" المتخصّص بأخبار "الجهاديين في لبنان"، إن الدليمي، زوجة أبو علي الشيشاني، وليس البغدادي.

وعن تداعيات عملية التوقيف على المفاوضات بين الحكومة اللبنانية وجبهة النصرة و"داعش" لإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين المخطوفين، تؤكّد مصادر وزارية أنّه لا يُمكن الحسم في تأثير هذه الخطوة بعد. وتقول: "قد يكون الأمر إيجابياً وقد يكون سلبياً، لكن سيكون له تأثير"، في حين تعتبر مصادر عسكريّة أنّ عمليّة التوقيف سيكون لها أثرٌ إيجابي جداً، وهي "دليل على أن الجيش قادر على القيام بخطوات ضغط مختلفة، لكن أخلاقياتنا لا تسمح لنا".
إذاً، من هي سجى الدليمي، التي تتفق كلّ الروايات على أنها المرأة التي تمّ توقيفها؟ سبق أن أوقفت الدليمي لدى النظام السوري وأطلق سراحها بطلب مباشر من أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك الشامي، ضمن عمليّة تبادل راهبات معلولا مع سجينات لدى النظام السوري؛ وهي عمليّة لعب مدير عام الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم دوراً فيها. ويشير إبراهيم في مجلة الأمن العام في أبريل/ نيسان الماضي، إلى أن سجى "ذات مكانة عالية لدى جبهة النصرة وتحظى عائلتها باهتمام الجبهة، نظراً إلى انضوائها في هذا التنظيم التكفيري: والدها من أبرز قياديي تنظيم القاعدة، وإحدى شقيقاتها قُتلت أثناء تنفيذها هجوماً إرهابياً، وشقيقة ثانية حاولت تفجير نفسها بحزام ناسف، إلا أنه لم ينفجر". ويُضيف إبراهيم إنها في منتصف العقد الثاني من العمر وأن السلطات الأمنية السورية وافقت في حينه على إطلاق أربعة أشخاص من آل الدليمي، أي سجى وطفليها وشقيقتها، وهذا ما يُفسر وجود ثلاثة أطفال معها. ويصفها ابراهيم كالتالي: "كانت محجبة وأخفت وراء حجابها جمالاً آسراً". ويُشير إلى أنه أبلغها أن زوجها يُريدها فأجابت: "زوجي ميت منذ سنوات".
وبعد عمليّة التبادل، قالت حسابات قريبة من "النصرة" على تويتر، إنّ الدليمي هي زوجة البغدادي، من دون أن تؤكّد قيادة الجبهة الأمر، علماً بأن أحد أشقائها مقاتل في جبهة النصرة في القلمون.

ذات صلة

الصورة
نازح يستعد للعودة إلى سورية من البقاع اللبنانية، 14 مايو 2024 (فرانس برس)

سياسة

كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في بيان اليوم الثلاثاء أن شاباً سورياً توفي في أحد مشافي دمشق إثر تعرضه للتعذيب على يد أجهزة النظام السوري.
الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
لبنان (أنور عمرو/ فرانس برس)

مجتمع

تتكرّر حوادث التحرش والاغتصاب في لبنان، وبرزت معلومات حول توقيف مدير مدرسة وأستاذ رياضة وموظف أمن، بتهمة تحرش بقاصرات في إحدى المدارس في بلدة كفرشيما
الصورة
قمع الحراك ضد "تحرير الشام"

سياسة

بعد أيام من تحذير زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني من "تجاوز الخطوط الحمراء" تم استخدام القوة لوقف الحراك ضد "تحرير الشام" في إدلب.
المساهمون