لا موقف أميركياً موحداً داعماً للسيسي

26 سبتمبر 2019
وصف ترامب السيسي بأنه "زعيم حقيقي" (سول لوب/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر دبلوماسية أميركية خاصة، التقاها "العربي الجديد" في القاهرة، عن تجاذبات السياسة الأميركية بشأن الموقف مما تشهده البلاد من احتجاجات مطالبة برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وذكرت المصادر أن حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه السيسي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الإثنين الماضي، الذي وصف فيه نظيره المصري بـ"القائد العظيم"، لا تعبّر عن موقف الإدارة الأميركية بشأن ما تشهده مصر، معتبرة أنه لا يمكن وصف ذلك بأنه دعم مؤسسي أميركي للنظام المصري.


وقالت المصادر، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن مواقف مراكز صناعة القرار تختلف ما بين ترقُّب ومتابعة دورية من جانب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وانحياز نسبي ممثل في البيت الأبيض للنظام المصري، في حين تتبنى وزارة الخارجية الأميركية موقفاً يميل إلى ضرورة الضغط على النظام المصري خلال الفترة المقبلة لدفعه نحو إصلاحات سياسية وإطلاق الحريات ووقف عمليات القمع الواسعة في صفوف المعارضة التي لا تنتمي للتيار الإسلامي.

وأكدت المصادر أن تقارير الخارجية الأميركية تُميز بشكل واضح فيما تشهده مصر في الوقت الراهن بين المعارضة المدنية والأخرى المنتمية إلى التيار الإسلامي، والتي تصفها المصادر بأنها لم تعد بقوتها السابقة، وأن ما قام به النظام حيال المعارضة المدنية وحلفائه في 30 يونيو/ حزيران 2013 كان مرصوداً بشكل دقيق في ظل توسعه. وأوضحت المصادر أن "مراكز صناعة القرار الأميركي تدرك جيداً أن التظاهرات والدعوات الحالية ليست من صنع التيار الإسلامي، وإن كانت جماعة الإخوان (المسلمين) تدعمها وترحب بها". وكشفت المصادر أن "وزير الدفاع الأميركي (مارك إسبر) والبنتاغون يتابعان عن قرب الأوضاع بشكل دقيق"، موضحة أن "وزير الدفاع الأميركي هاتف نظيره المصري محمد زكي مرتين في غضون 10 أيام للوقوف على تفاصيل المشهد ومعرفة طبيعة موقف ودور الجيش المصري خلال الفترة الحالية". وبحسب المصادر فقد "تلقى البنتاغون إفادات واضحة بأن المؤسسة العسكرية غير منخرطة في الصراع السياسي، وأنها ليست طرفاً في المعركة الحالية، وتقف على الحياد، وكل ما يشغلها هو الحفاظ على استقرار الدولة وحماية أمنها، وأنها غير معنية بمواجهة المحتجين الغاضبين".

وكان ترامب قد وصف السيسي، خلال لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه "زعيم حقيقي". وفي تعليقه على التظاهرات الأخيرة، قال ترامب "أعتقد أن الجميع لديهم تظاهرات واحتجاجات، حتى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، كانت هناك تظاهرات واحتجاجات في الشارع في عهده". ووصف ترامب نظيره المصري بأنه "قائد عظيم محترم"، مضيفاً "قبل أن يأتي للسلطة في مصر كانت هناك فوضى". من جهته، اتهم السيسي قوى "الإسلام السياسي" بمحاولة زعزعة الاستقرار في بلاده، قائلاً إن "الشعب المصري لم ولن يقبل بحكم الإسلام السياسي". وأكد أن الاجتماعات المتبادلة مع ترامب تعكس التفاهم الكبير بين البلدين. وفي تطرقه إلى التوتر الراهن في منطقة الخليج، قال السيسي إن القاهرة تقدّر عالياً "حكمة" الرئيس الأميركي في التعامل مع الخيار العسكري في منطقة الخليج كـ"خيار أخير" لحل هذا التوتر.

المساهمون