وأنا الآن أضمّد ليلاً مجروحاً
وأُغلق باب الغرفة
كي لا تتسلّل الكلمات
إلى الداخل.
للعتمة رائحة الموتى
والأحلام مهدَّدة
بليل حزين.
فكيف أوقف قطارك
يا أُنسي1
وأحبابُك يتساقطون
من نوافذه
كأوراق خريف
ثم ألملمهم
وأحبّهم مرّةً ثانية.
والذاكرة مومس
تزورنا مع منتصف الليل
بقميص الريح
فكيف أوقف قطارك
أيها الحزن؟
يداي تعرفان ميعاد الحب
حين تذبل
أزهار الحقول
وينمو السر
بعيداً، هناك
فكيف أوقف قطارك
أيها النسيان؟
فلتغب العبارات
وليُزهر الجسد بهيّاً
معلَّقاً في يد امرأة.
وهذه المرأة نحبّها
كي يتوقّف الزمن قليلاً
وليقرأ الجسد
أسماءه كاملة
في مرآة الروح.
ينقدني الغموض في السقطة الكبرى
السقطة قفزة
نحو الدهشة.
ما أبهى السقوط معك يا "نفري".
أشيخ ببابك
ولا تأتي أيها النسيان
فكيف أوقف وجوهك
التي تملأ الغرفة؟
و كيف أدلف من جسد إلى جسد
و أنا المحدَّد باللحظة؟
وكيف أكتب شعراً
يغتال نفسه بعد كتابته
مباشرةً؟
سأنتظر قدومك أيها الظل
أزهارك موحشة
مثل القلب.
شتاء الكلمات أطول
من صيف الحب
الألم ربيع
الألم النازف من جرح الليل.
** شاعر و مترجم مغربي
ـــــــــــــــــــــ
1 المقصود هو الشاعر اللبناني أُنسي الحاج