لافروف: الضربة الأميركية قرب معبر التنف الحدودي غير مشروعة... وهجمات لـ"داعش" بالرقة
وفي أول رد فعل من روسيا على غارة التحالف، دعا رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف، اليوم الجمعة، إلى بحث القضية في مفاوضات جنيف، وفق ما نقلته وكالات أنباء روسية.
وكانت مصادر قد أكدت لـ"العربي الجديد"، أنّ طيران التحالف الدولي، استهدف، أمس الخميس، رتلاً عسكرياً للنظام السوري، كان يحاول التقدّم باتجاه معبر التنف الحدودي مع العراق، بالتزامن مع استهداف الرتل من قبل المعارضة السورية المسلحة، ما أسفر عن تدمير آليات، ومقتل وجرح عناصر، بينهم عدد من جنسيات أجنبية.
من جهته، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، الضربة الأميركية على مواقع لقوات النظام بسورية بأنها كانت "غير مشروعة بصرف النظر عن الأسباب".
وقال في تصريحات صحافية: "بررت القيادة الأميركية الضربة على مواقع للقوات الموالية للحكومة السورية، بأنها كانت تشكل تهديدا للمعارضة التي تتعاون مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة".
وأضاف "مهما كان سبب اتخاذ القيادة الأميركية مثل هذا القرار، فإن هذه الضربة غير مشروعة، وتشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة الجمهورية العربية السورية".
وأوضح أنه ليس على علم بما إذا كانت واشنطن قد أبلغت موسكو بالضربة مسبقاً، معتبراً أن "الضربة تؤكد سعي واشنطن لاستخدام تنظيم (جبهة النصرة) لمواجهة (الحكومة الشرعية السورية)".
وتابع "يحدث كل ذلك على خلفية تنامي دعوات واشنطن إلى قطع كافة الاتصالات مع (نظام بشار) الأسد، وقد تبنى الكونغرس قانوناً يطالب بمعاقبة كل من يتعاون مع الحكومة الشرعية السورية".
ورأى لافروف أن ذلك "يبعدنا عن التسوية السورية وأهم مهمة لهذه التسوية، وهي منع سيطرة الإرهابيين على سورية وغيرها من المناطق في الشرق الأوسط"، مضيفاً "ما نسمعه الآن بشأن موقف واشنطن من سورية، يشكل في الواقع، تعاطياً مع الإرهابيين".
بدوره، اعتبر النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فرانتس كلينتسيفيتش، أنّ "الوضع في سورية، خرج عن السيطرة بشكل تام، بسبب تصرفات التحالف بقيادة الولايات المتحدة هناك".
كما رأى عضو اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، إيغور موروزوف، أنّ "على مجلس الأمن الدولي، أن يصنّف الضربة الأميركية الجديدة، كعمل عدواني أحادي الجانب ضدّ دولة ذات سيادة"، بحسب قوله.
واعتبرت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية في سورية، أنّه "لا يمكن اعتبار الغارة الجوية الأميركية على رتل عسكري للقوات الحكومية السورية حدثت بالخطأ".
على صعيد آخر، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ المعارك تجدّدت، اليوم الجمعة، بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقوات النظام السوري، في محيط قرية عقارب الصافية شرق مدينة سلمية، على مقربة من طريق الرقة-حماة، بالتزامن مع غارات جوية يشنّها الطيران الروسي على مواقع التنظيم في المنطقة.
وكانت المعارضة السورية قد اتهمت النظام، بتسهيل عملية الهجوم التي قام بها "داعش"، على قرى وبلدات تخضع لسيطرة النظام، أمس الخميس، وأسفرت عن مقتل وجرح قرابة 142 شخصاً، بينهم مدنيون قُتلوا ذبحاً.
وفي الشمال السوري، قُتلت امرأة، وأصيب زوجها، جرّاء قصف مدفعي من مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، على قرية الخيالة في ريف الرقة الشمالي.
في المقابل، قُتل أربعة من عناصر المليشيا الكردية، إثر هجوم معاكس شنّه "داعش" على قرية السلحبية الشمالية، كما شنّ التنظيم هجوماً بعربة مفخخة على مواقع بالقرب من قرية الأسدية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين عناصر المليشيا.
وفي شأن متصل، أُصيب مدنيون بجروح جرّاء إطلاق نار، من قبل عناصر مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، في حي النشوة الغربية بمدينة الحسكة، وذلك خلال مداهمة منازل بهدف اعتقال شباب، وسحبهم للخدمة الإجبارية في صفوفها.
من جانب آخر، تحدثت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، عن وقوع اشتباكات داخلية بين "وحدات حماية الشعب" الكردية، ومليشيا "جيش الثوار" المنضويتين في صفوف مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في منطقة مريمين بريف حلب الشمالي، إثر شجار نشب بين عناصرها.
من جهة أخرى، قصفت قوات النظام السوري، بلدة حيان بريف حلب الشمالي، وبلدة خان العسل بريف حلب الغربي، وأسفر القصف عن أضرار مادية.
وفي الجنوب، قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية، أطراف بلدة المحمدية في غوطة دمشق الشرقية، ما أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات المدنيين، واندلاع حريق في أحد الحقول، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني في ريف دمشق.
ودارت اشتباكات متقطعة، بين المعارضة السورية المسلحة، وقوات النظام، في محيط بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة، بالتزامن مع قصف متبادل أسفر عن أضرار مادية.