أحمد الحسنين (أبو مراد) هو لاجئ سوري في العقد السابع من عمره، اجتمع عليه الفقر والغربة وفقدان زوجته بصرَها بعد معاناة لم تتوقّف مع مرض السكري.
بعد رحلة شاقّة وصل إلى قرية "الطرة" الأردنية، التي يقصدها أهل محافظة درعا السورية لأنّها قريبة وتطلّ على العديد من قراهم. كأنّهم بذلك يحرصون على المكوث قرب بيوتهم التي هُجّروا منها.
قبل ثلاث سنوات وصل أبو مراد إلى الأردن برفقة زوجته وابنتيه، حاملاً معه كلّ ما يملك من مال، ليبدأ حياة جديدة وقاسية. هناك فقدت زوجته حنان بصرها قبل عام تقريباً بسبب مرض السكّري، لتتعاظم عليه "أعباء تنوء بها الجبال"، بحسب قوله للأناضول: "فقدانها بصرها، وزواج ابنتي الكبرى، دفعاني إلى القيام بأعمال المنزل كغسل الملابس وتنظيف الصحون وإعداد الطعام".
ويتابع: "قيم الوفاء تدفعني إلى هذا لأنّ ظروفنا الصعبة امتحان من الله ونحن بإذنه من الصابرين، وما أصاب زوجتي هو قدرها وأردّ لها حالياً ما قدّمته لي في صحّتها وشبابها، فالمرأة الصالحة تعين زوجها وتقف معه خلال مرضه وعجزه، ومن واجبه هو الآخر أن يفعل الفعل ذاته إذا باغتها المرض قبله، وكان قادراً صحيّاً على خدمتها حبّاً وكرامة، دون أن يخدش مشاعرها".
ويؤكد أبو مراد: "رغم أنّني لم أعتد على الأعمال المنزلية إلا أنّني أؤديها بسعادة. وأريد أن أبعث رسالة إلى الرجال الذين يهملون زوجاتهم عند أوّل وعكة أو ظرف صحيّ يلمّ بهنّ". ويختم: "قدوتي في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا أن نستوصي بالنساء خيرا".
وبحسب إحصائيات رسمية، يوجد في الأردن مليون و388 ألف سوري، منهم 750 ألفاً دخلوا الأردن قبل بدء الثورة بحكم النسب والمصاهرة والمتاجرة، والباقون مسجلون بصفة "لاجئ".
اقرأ أيضاً: مشاهير قتلهم السكري... وآخرون تغلّبوا عليه