وقد أطلق على كورونا، "الفيروس التاجي"، لكونه يحمل مسامير شبيهة بالتاج، تبرز على سطح الفيروس، حيث يلف الفيروس في فقاعات جزئية دهنية، تنهار عند التلامس مع الصابون أو المواد الكحولية والمعقمة.
كيف يتسلل إلى الجسد؟
وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بعنوان "كيف يصيب الفيروس التاجي الخلايا؟"، فإنّ الفيروس يدخل إلى الجسم من خلال الأنف أو الفم أو العينين، ثم يلتصق بالخلايا في الشعب الهوائية التي تنتج بروتيناً يسمى "ACE2" إنزيم تحويل "الأنجيوتنسين 2-"، ومن المحتمل أن يكون الفيروس قد التصق بالبروتينات في جسد الخفافيش، أو ربما يكون قد تعلّق ببروتين مماثل.
بعد دخول الفيروس إلى جسد الإنسان، يهاجم الفيروس الخلية عن طريق دمج غشائها الدهني مع غشائها الداخلي- تتكون الخلية من غشاء دهني يحميها من هجوم محتمل قبل الدخول إليها- وبمجرد دخوله، يطلق الفيروس التاجي مقتطفاً من مادة وراثية تسمى "RNA"، وهي من الأحماض النووية المكونة للكروموسومات المسؤولة عن نقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء.
اختطاف الخلية
بعد الدخول إلى الخلية، تبدأ عملية اختطافها، حيث يطلق الفيروس المواد الجينية، والتي تصل إلى ما يقارب من 30000 حرف جيني، وهي المواد التي تحمل المرض، فتقرأ عندها الخلية المصابة الحرف الجيني، لتبدأ في صنع البروتينات الخاصة، والتي ستبقي الجهاز المناعي في وضع حرج.
بعد عملية اختطاف الخلية، تبدأ الأخيرة بإحداث طفرات جديدة وبروتينات تشكل المزيد من نسخ الفيروس التاجي، ثم يتم بعدها تجميع النسخ الجديدة من الفيروس، وحملها إلى الحواف الخارجية للخلية، حيث يتم نشر المرض.
نشر العدوى
يمكن لكل خلية مصابة إطلاق ملايين النسخ من الفيروس، قبل أن تنهار في النهاية وتموت. قد تصيب الفيروسات الخلايا المجاورة، أو ينتهي بها الحال في قطرات تهرب من الرئتين.
Twitter Post
|
وقد تسبب عدوى "Covid-19" الحمى، وعندها يحاول الجهاز المناعي العمل على إزالة الفيروس. ولكن في الحالات الشديدة، يمكن للجهاز المناعي أن يبالغ في رد فعله، ويبدأ في مهاجمة خلايا الرئة، فتصبح الرئتان مسدودتين بالخلايا السائلة والمحتضرة، مما يجعل التنفس صعباً. ويمكن أن تؤدي نسبة صغيرة من العدوى إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وربما الوفاة.
ترك الجسد
يمكن أن يطرد السعال والعطس قطرات محملة بالفيروسات من جسد المريض، على الأشخاص والأسطح المجاورة. ويبقى الفيروس معديا من عدة ساعات إلى عدة أيام، ولذا على الأشخاص المصابين تجنب انتشار الفيروس عن طريق ارتداء قناع.
يمكن أن يساعد اللقاح المستقبلي على إنتاج الأجسام المضادة التي تستهدف فيروس كورونا، وتمنعه من إصابة الخلايا البشرية. يعمل لقاح الإنفلونزا بطريقة مماثلة، لكن الأجسام المضادة المتولدة من لقاح الإنفلونزا لا تحمي من الفيروسات التاجية.
ولذا، فإنّ أفضل طريقة لتجنّب الإصابة بالفيروس التاجي والفيروسات الأخرى، هي غسل اليدين بالصابون، وتجنّب لمس الوجه، والحفاظ على مسافة آمنة عن المرضى، وتنظيف الأسطح المستخدمة، بشكل متكرر.