كيف تستفيد من مواقع التواصل الاجتماعي؟

19 نوفمبر 2015
النجاح الحقيقي بالانتشار بين الناس (Getty)
+ الخط -
لعل أبرز المشاكل التي يعانيها جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، ومن يتخذون من هذه المنصات مكاناً للتسويق منتجاتهم أيا كان نوعها، هو عملية وضع الأهداف لحملة تسويقية لها على هذه المواقع، والتساؤل الذي يطرأ في الذهن ماذا أريد أن أحقق؟ هل أريد أن أصل إلى ملايين المتابعين؟ أم أن أحقق لمنشوراتي أعلى وصول؟ أم أن أستطيع من خلالها أن أقنع المتابعين بما تريد له عملية التسويق له؟ أم ماذا؟

أيا كانت إجابتك هذا يجعل من أهمية وجود استراتيجية واضحة لاستخدامك مواقع التواصل الاجتماعي شيئا لا يستهان به ولا يمكن إهماله، وبوضعك خطة صلبة واضحة المسار يمكنك من خلالها تحديد هدفك بكل وضوح، وتحديد الفئة المستهدفة وكيف يمكن أن تصلها؟ ومن ثم قياس مدى نجاحك في تحقيق أهدافك أم لا؟ وهنا أضع بعض الملاحظات لتخطيط استراتيجي أفضل.


أهداف محددة
البداية الناجحة تكون بوضعك أهدافاً محددة وواضحة، المشكلة المعتادة في التسويق والتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي هو العمومية، وعدم تحديد الأهداف بشكل دقيق، إياك وأن تضع هدفاً كـ "أريد أن أصل إلى عدد معجبين عالٍ جداً"، أو "أريد أن تصل منشوراتي لعدد كبير فقط"! كل هذه وغيرها أهداف عامة وسطحية، كلما كنت دقيقا أكثر في أهدافك استطعت أن تحدد احتياجاتك أكثر، وتستطيع أن تقيم مدى وصولك وتحقيقك إياها بشكل مدروس.

هل تستطيع فعلاً تحقيق الهدف؟
بالتزامن تماماً مع فهمك لاحتياجاتك في تحقيق الهدف المنشود، ستحتاج أيضا لآلية لقياس مدى التقدم والتحققا إذا ما كنت قد حققت أو في الطريق الصحيح لتحقيق هدفك، وهو ما يتيح لك النظر فيما إذا كنت قد وضعت أهدافا واقعية ممكنة أم أنها ضرب من الخيال؟ قد تظن في لحظة أن هدفا كـ "الوصول لمليون إعجاب أو متابع" هو هدف جيّد، لكن على أرض الواقع قد تجده مستحيل الحدوث! إذا فكرت مليا في الأهداف التي تطرحها وتمعن في إمكانية تحقيقها فعلا أم لا! لأن وضع أهداف غير واقعية سيضعك على طريق الفشل والإحباط وخيبة الأمل. ولا تنس أن تحدد لأي هدف تضعه مدة زمنية محددة.

قم بتصنيف أهدافك
لنتيجة أفضل ونجاح في تحقيق أهداف حملتك التسويقية على شبكات التواصل الاجتماعي، سيكون من الأفضل أن تقوم بتصنيف وتقسيم أهدافك، وأقترح أن يكون ضمن أحد التصنيفات التالية:
-أهداف مبنية على الجمهور.
-أهداف مبنية على المحتوى.
-أهداف مبنية على التفاعلية.

مع الملاحظة أن التسويق من منصة إلى أخرى سيختلف في طريقته وفحواه، فعلى سبيل المثال تويتر يختلف تماما عن فيسبوك، فعند وضعك للأهداف لتويتر يجب التركيز على أمور تختلف كليا عما يجب التركيز عليه في فيسبوك وبناءً على ذلك سيختلف تعاملك مع التصنيفات المذكورة آنفا كل بحسب مواصفات المنصة.

الاستفادة من الإحصاءات الماضية
إذا وجدت أنك تعاني من صعوبة في تحديد أي نوع من أنواع الأهداف التي تريد وضعها، ستجد أن مراجعتك لإحصاءاتك السابقة، والتي تتيحها كلٌ من فيسبوك وتويتر على سبيل المثال لمعرفة ما تم إنجازه سابقا، قم بتحليل هذه الإحصاءات ودراستها بتمعن ومعرفة نقاط القوة والضعف وأين حققت منصاتك نجاحا وأين أخفقت، هذا يعطيك فكرة مبدئية من أين يمكنك البدء في التطوير؟ ويوفر لك طريقا لصنع أهداف جيدة جديدة لا يستهان بها.

أكون أو لا أكون
بشكل عام وضع الأهداف للتسويق على منصات التواصل الاجتماعي ليس دائما على مبدأ (أكون أو لا أكون.. أنجح أو أفشل)، الفكرة الرئيسية هي الصبر والتطوير المستمر والدائم.

مواقع التواصل الاجتماعي، أبرز ما تتميز به أنها لا تزال خارج دائرة القوانين والحسابات الرياضية والعلمية فـ (1+1 ليس بالضرورة =2) فهي ما زالت مساحة للتجريب والابتكار، تذكر دائما أن الطريقة الأمثل لمعرفة الأفضل لاستخدامك هذه المنصات هو إعطاء الفرصة للتجريب والاستكشاف والمحاولة، وهذا يعني الاختبار وتتبع تجاربك ومن ثم إجراء التغييرات المناسبة لتسويقك وتحسينه بناءً على ذلك.

في النهاية تذكر دائما أنه بغض النظر عن عدد أهدافك أو نوعها، يجب أن تنظر دائما إلى الصورة بحجمها الكامل والكبير، وضع في ذهنك دائما أن حملتك التسويقية التي تقوم بها ليست بتاتا بحصولك على عدد متابعين أكبر، ولا الزيادة في عدد "المشاركة" أو "الإعجاب" أو "إعادة التغريد"، في الحقيقة النجاح الحقيقي يمكن في مدى قدرتك على جعل منتجك أيا كان نوعه حديث الجميع وأن يتردد صداه بين جمهورك ومن حولهم بأكبر حجم ممكن.

(سورية)

اقرأ أيضاً: فيسبوك وتويتر... خطاب بلا خطة

المساهمون