كولومبيا تبحث عن دور البطولة في مونديال البرازيل

لم تحظَ كولومبيا بتاريخ مُميز في كأس العالم نظراً لأنها شاركت في أربع نسخات فقط في البطولة الأضخم عالمياً، ولم تتمكن من تسجيل حضور مثالي في جميع المرات التي تأهلت فيها إلى كأس العالم، باستثناء مونديال إيطاليا 1990، التي وصلت خلاله إلى الدور الـ 16 عندما كان هناك جيل ذهبي من ضمنهم ريني هيجيتا وكارلوس فالديراما.

بدايةً من أول مونديال لكولومبيا في كأس العالم الذي جرى في تشيلي 1962، لتعود وتتأهل إلى المونديال الذهبي في إيطاليا 1990، ثم تشارك في نسختين متتاليتين أعوام 1994 و1998، وتغيب حوالي 16عاماً لتعود إلى مونديال البرازيل 2014، يُذكر أنه في ثلاث مشاركات في كأس العالم باستثناء 1990، خسرت كولومبيا في ست مباريات وتعادلت في واحدة وفازت في مباراتين.

في المقابل وبالنسبة لكأس العالم 1990، الذي حققت فيها كولومبيا إنجازاً تاريخياً، إذ تأهلت إلى الدور الثاني من البطولة، بعد أن حلت ثالثة في ترتيب مجموعتها برصيد ثلاث نقاط، خلف ألمانيا الأولى ويوجوسلافيا" الثانية، ليتم اختيارها من بين أفضل أربعة منتخبات حصدت المركز الثالث لتلعب الدور الـ 16.

وفي هذا الدور واجهت المنتخب الكاميروني وخسرت أمامه (2 – 1)، بعد التمديد للوقت الأصلي في المباراة، رغم انها كانت متأخرة حتى الدقيقة 115 بهدفين، قبل أن تعود وتسجل هدف تقليص الفارق الذي لم يشفع لها (د.115)، لتنتهي مغامرة المنتخب الكولومبي، يُذكر أن كولومبيا عادت إلى المونديال 2014، عن جدارة واستحقاق بعد أن حصدت المركز الثاني في التصفيات عن قارة أميركا الجنوبية برصيد 30 نقطة.

تكتيك المدرب خوسيه بيكرمان

يعتبر المدرب خوسيه بيكرمان المسؤول الأول عن تأهل المنتخب الكولومبي إلى المونديال البرازيلي، وهو الذي حقق الحلم بعد غياب عن كأس العالم دام 16 عاماً، فشلت كولومبيا خلالها في التأهل إلى كأس العالم، ويتميز بأنه يملك خبرة تكتيكية ويعمل جاهداً من أجل تحقيق أهدافه على أرض الملعب.

وأخذ بيكرمان الكثير من الوقت من أجل الاعتماد على التشكيلة الأنسب لكولومبيا، وبعد أن جرب الكثير من الخطط، اعتمد خطة (4-2-2-2)، التي تسمح لجميع اللاعبين بالتمركز في المواقع التي يبرعون فيها، وتفجير طاقتهم الفنية من خلال الخط المرسوم لهم على البساط الأخضر.

وبفضل الفكر التدريبي الجيد لهذا المدرب الأورغواياني فإن كولومبيا ستصل إلى كأس العالم بمنتخب منظم تكتيكياً من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى امتلاكها مقومات بدنية قوية وسرعة يمتلكها بعض مفاتيح اللعب في المنتخب الكولومبي.

تعتمد خطة (4-2-2-2)، التقليدية على مدافعين ثابتين في وسط الخط الخلفي لكن هذا يبقى على الورق عند بيكرمان، لأن المدرب لا يُقيد حريتهم وذلك من أجل التنقل في الخط الدفاعي وتبديل المراكز، من أجل حماية العرين الكولومبي وصد كل الهجمات المعادية.

 في حين يهتم بيكرمان بالتمريرات السريعة من أجل صناعة مرتدات قاتلة للخصم، يُضاف إلى ذلك المهارات الفردية التي يمتلكها فريدي جوارين وهذا يمكنهما من صناعة الأهداف بلمسات فردية، في ظل استبعاد النجم فالكاو عن التشكيلة الرئيسية.

أبرز نجوم كولومبيا

لا يختلف الكثيرون على أن فالكاو هو النجم الأبرز في المنتخب الكولومبي نظراً لقدراته الهجومية والفنية الرائعة، والذي كان مقدراً أن يكون من أبرز نجوم كأس العالم، لكن كولومبيا فقدت نجمها بعد ان تم استبعاده من التشكيلة التي ستسافر إلى البرازيل، بسب عدم جاهزيته الفنية الكاملة.

في المقابل تستطيع كولومبيا الاعتماد على خبرة الثنائي الدفاعي ماريو يبيس ولويس بيريا اللذين سيكونان صخرة المنتخب الكولومبي في الخط الخلفي، في حين أن هناك نجماً آخر مبدعاً في خط الوسط وهو جيمس رودريجيز الذي لن يسلم أحد من مراوغاته الفتاكة، ويأتي إلى جانب فالكاو في المقدمة مهاجم من الطراز الرفيع هو تيو جوتيريز، الذي سيلعب دور القاتل السفاح.

نقاط قوة وضعف كولومبيا

تستغل كولومبيا الكثير من الركلات الحرة القريبة من المرمى وهذا تم توثيقه خلال التصفيات المؤهلة إلى المونديال، ويتميز المنتخب الكولومبي بميله للهجوم عبر خط الوسط، وإيصال الكرة إلى المهاجمين من أجل تسجيل أكبر عدد من الأهداف، بالإضافة إلى امتلاك كولومبيا سرعة رهيبة في العمليات الهجومية.

في المقابل تعاني كولومبيا من عدم الاستثمار الناجح للكرات الهوائية، خصوصاً عبر الركلات الركنية، لأنها سجلت مرة واحدة من ركلة ركنية، الأمر الذي يبدو مشكلة في هجوم المنتخب الكولومبي، كما أن كولومبيا تتلقى الكثير من الأهداف من مسافة بعيدة، عبر التسديدات من خارج منطقة الجزاء.

تشكيلة منتخب كولومبيا

- حراسة المرمى: دافيد أوسبينا، فريد موندراجون، كاميليو فارجاس.

- المدافعون: كاميليو زونيجا، بابلو أرميرو، كريستيان زاباتا، ماريو ييبيس، كارلوس فالديز، سانتياجو أرياس، إدير بالانتا.

- لاعبو خط الوسط: فريدي جوارين، جوان جاردادو، جيمس رودريجيز، أبل أجيلار، خوان فيرناندو كينتيرو، كارلوس سانشيز، ألدو راميريز، أليكساندير ميا.

- المهاجمون: فيكتور إيباربو، جاكسون مارتينيز، كارلوس باكا، أدريان راموس، تيوفيلو جيتيريز.