حثّ ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، الدولة التونسية على ضرورة اتخاذ قرار سريع بالحجر الصحي التام في البلاد، بعد تسجيل 10 إصابات جديدة، اليوم الخميس، بفيروس كورونا، وارتفاع الحالات المؤكدّة في البلاد إلى 38 إصابة وتماثل مريض واحد للشفاء.
كما نشر أطباء وجراحّون، من بينهم الجراح في قسم القلب في "مستشفى الحبيب بورقيبة الحكومي" في صفاقس، بسام عبيد، مقطع فيديو طالب فيه الحكومة والبرلمان، بإبعاد القرار الصحّي والوطني عن التجاذبات السياسية والاقتصادية، مشدداً على أهمية اتخاذ إجراءات استباقيّة بالإقفال التام في مختلف محافظات البلاد وتعطيل العمل ووسائل النقل المشترك بشكل كامل.
وأضاف عبيد أن ازدياد أعداد المصابين غير مستبعد في الأيام القليلة المقبلة، بسبب تواصل التجمّعات واستعمال وسائل النقل العام، رغم قرار حظر التجوّل الذي سرى مفعوله الأربعاء، معتبرا أن الإقفال التام هو الحلّ الوحيد لضمان سلامة التونسيين وتجنيب المستشفيات الضغط الذي لن تقدر على مواجهته، بحسب تأكيده.
ودعت منظمة الصحة العالمية، مساء الأربعاء، الدول الأفريقية إلى "الاستيقاظ والاستعداد" لما هو أسوأ، بخصوص انتشار فيروس كورونا.
وأقرّ مدير عام إدارة الرعاية الصحيّة الأساسية، شكري حمودة، ببقاء عوامل الخطر رغم فرض حظر التجوّل لمدة 12 يوماً منذ الأربعاء.
وقال حمودة في تصريحات لـ"العربي الجديد" إنّ الخطر يأتي من تواصل التجمّعات في المصانع ووسائل النقل العام، مطالباً المتعاملين الاقتصاديين وأصحاب المؤسسات الخاصة بخفض ساعات العمل واعتماد المناوبة لتقليص التجمّعات العمّالية، متوقعاً ازدياد أعداد المصابين في الأيام المقبلة. ورجّح حمودة اتخاذ قرارات أكثر صرامة، قد تصل إلى تعليق العمل لحماية تونس وتفادي الانفجار في الوضع الوبائي، غير أنه قال إنّ الوضع الحالي لا يزال مستقراً بفضل إجراءات وقائية استباقية اتخذتها تونس في وقت مبكر.
ويقوم متطوعون بتقديم الخدمات اللازمة لكبار السن والأشخاص الأكثرعرضة للإصابة والخاضعين للحجر الصحي، مع مراعاة شروط السلامة.
وأطلق المتطوعون بالتعاون مع السلطات المحليّة خدمة "شد دارك نحن نجيوك" لتأمين، الحاجيات والمستلزمات اليومية للفئات الأكثر عرضة للخطر، عبر خدمات توصيل مجانية.
بدورها، اتخذت السلطات المحلية في محافظات بنزرت والقصرين، قرارات بتقليص رحلات النقل البري والعمومي من وإلى المحافظات الأخرى، كما علّق أصحاب سيارات الأجرة في محافظة المنستير نشاطهم، لمنع انتقال العدوى بين الركّاب.
كذلك بدأت الحكومة تحركات رسمية من أجل طلب الدعم من الدول الأجنبية بعد لقاءات جمعت وزير الاستثمار والتعاون الدولي، سليم العزابي، بسفراء الولايات المتحدة الأميركية والصين وفرنسا حيث أكّد الوزير أهمية تعزيز التضامن والتعاون في هذه المرحلة التي يمرّ بها العالم جراء أزمة كورونا.
وأعلنت سفارة الصين في تونس عن منح هبة مقدمة من الشعب الصيني إلى التونسيين، عبارة عن تجهيزات طبيّة (20 ألف كمامة و1500 تحليل خاص بفيروس كورونا وألف نظارة حماية وغيرها من التجهيزات).
وجاء في بلاغ صادر عن السفارة أن بعض هذه التجهيزات الطبية قد وصلت إلى تونس في انتظار وصول المعدّات الباقية في وقت لاحق.
كما أضاف البلاغ أن "سفير الصين في تونس سيتبرّع بنصف راتبه الشهري في إطار مساندته لبلادنا في مواجهة وباء كورونا".