كورونا يعصف بإيرادات صغار المزارعين في المغرب

16 ابريل 2020
الوباء يغلق الأسواق ومعارض المنتجات (Getty)
+ الخط -

 

ينتجون زيوتا وعسلا وكسكسا وفواكه مجففة ومنتجات تجميل من التين الشوكي.. مزارعون صغار وعاملون في تعاونيات وجمعيات مغربية، راهنوا كثيراً على الأسواق الأسبوعية والمعارض، التي يشاركون فيها من أجل تعظيم إيراداتهم المتواضعة، غير أن فيروس كورونا الجديد كان له رأي آخر.

خبر غير سار تلقوه مباشرة بعد بداية انتشار الفيروس، فقد تقرر إلغاء الدورة الخامسة عشرة من المعرض الدولي للزراعة، الذي كانت ستشهده مدينة مكناس شمال شرق المملكة بين الرابع عشر والتاسع عشر من إبريل/ نيسان الجاري.

وكانت وزارة الزراعة والجمعية المنظمة للمعرض، الذي يعد الأكبر في القارة الأفريقية، قالت إن قرار الإلغاء يندرج ضمن التدابير الأمنية المرتبطة بفيروس كورونا، والتي تقتضي تقليص التظاهرات والتجمعات الكبرى.

وكان ينتظر أن يحتضن المعرض، الذي ينظم بالمدينة التي تعد أكثر المدن المغربية إنتاجا للمحاصيل الزراعية، نحو 1400 عارض من 65 بلدا، ويستقبل 900 ألف زائر، ويشهد تنظيم 40 ندوة وتوقيع خمسين اتفاقية وتنظيم 400 لقاء ثنائي.

هذه المناسبة كانت بمثابة نافذة حيوية لتسويق منتجات التعاونيات والجمعيات الزراعية في المغرب، حيث تحقق حوالى 70 في المائة من رقم معاملاتها السنوية خلال أيام المعرض، وفق تصريحات جواد الشامي، مندوب المعرض الدولي للفلاحة، على هامش الدورة السابقة.

التعاونيات التي وصل عددها إلى 700 في الدورة السابقة، لطالما كانت تنتظر هذا الحدث للعام الجاري، بحثاً عن إيرادات تقي أعضاءها الفقر والبطالة، لاسيما أن إيرادتها تواجه ضغوطا بفعل الجفاف الذي يزحف على جميع المناطق بالأساس، بسبب انحباس الأمطار في الموسم الزراعي الحالي.

غير أن الجهات المنظمة للمعرض، أعلنت أخيرا في ظل ترقب تراجع إيرادات التعاونيات، عن إحداث منصة إلكترونية بهدف مساعدة تلك التعاونيات على تسويق منتجاتها، مع العمل على توفير الوسائل اللوجستية لذلك.

ويقول محمد بلحسين، رئيس فيدرالية الزعفران، إن عدم تنظيم المعرض، سيحرم التعاونيات التي كان يفترض أن تشارك فيه من ما بين 20 و30 في المائة من رقم معاملاتها السنوي.

ويضيف بلحسين أن الفوائد التي يجنيها المشاركون في المعرض الدولي، لا تتوقف عند فترة انعقاده، حيث إن العديد من زواره يربطون علاقات مع التعاونيات تترجم في شكل طلبيات لاحقة.

كما تشير فاطمة الغالية الشرادي، مديرة التعاونية النسوية لإنتاج وتسويق الكسكس، المتخصصة في كسكس الخماسي بنكهة صحراوية، التي يتواجد مقرها بالداخلية، إلى أن إلغاء المعرض سيؤثر حتما على رقم معاملاتها.

وتؤكد أن المعرض أضحى موعدا تستعد له التعاونية، المشكلة من سبع نساء، حيث يساهم بأكثر من 50 في المائة من رقم المعاملات الذي تحققه التعاونية، التي تشارك في ذلك الحدث الدولي منذ أعوام.

ويلفت محمد البوشيخي، رئيس المجموعة ذات النفع الاقتصادي، التي تضم 12 تعاونية و274 عضوا، إلى أن ذلك الموعد يكون فرصة، لتلقي طلبيات من بعض زبائن المجموعة المحليين وحتى بعض المستوردين في الخارج، ما يساهم في رقم معاملاتها على مدى عام كامل.

ليس المزارعون الذين تتوفر في منتجاتهم الشروط التي تعرض في المعارض، هم الذين تضرروا فقط، فقد اعتاد مزارعون صغار على الحلول بالأسواق الأسبوعية في المناطق الريفية، من أجل عرض منتجاتهم المحلية.

لا يقتصر ذلك على الرجال، بل إن الكثير من النساء الريفيات أضحين يستغللن النباتات العطرية والطبية التي تنبت في مناطقهن، ويربين دواجن أو أرانب، حيث يعرضن ذلك في المعارض وحتى في الأسواق الأسبوعية.

يؤكد محمد أيت لحسن، المزارع في توبقال (منطقة في سلسلة جبال أطلس)، أن منع الأسواق الأسبوعية يؤدي إلى حرمان المزارعين الصغار من إيرادات مهمة لمعاشهم، فقد اعتادوا التردد على هذه الأسواق من أجل بيع الخضروات والفواكه وغيرها.

وأضر فيروس كورونا، بمختلف الأنشطة في المغرب. ووصل عدد العمال الذين صرحوا بتضررهم من تداعيات الوباء، من أجل الاستفادة من دعم مالي وعدت به الحكومة إلى نحو 700 ألف شخص حتى الأيام الأولى من إبريل/ نيسان الجاري، وهو رقم مرشح للارتفاع خلال الفترة المقبلة إذا ما استمرت تداعيات الفيروس واسع الانتشار عالميا.

وكان وزير الشغل والإدماج المهني، محمد مكراز، قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن عدد الذين قدموا طلبات للاستفادة من دعم مالي شهري، يمثل حوالي 20 في المائة من الأشخاص المصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والبالغ عددهم 3.5 ملايين شخص.

ومن المنتظر أن يحصل المستفيدون من الدعم على 210 دولارات شهريا، فيما لفت الوزير إلى أن 113 ألف شركة صرحت بتوقفها المؤقت عن العمل منذ الخامس عشر من مارس/آذار الماضي، بسبب تداعيات كورونا.

المساهمون