أقف أمامكِ كما يقف الشّعراء أمام البحر
أتقمص سمكةً رمت نفسها إلى حضن شبكتها
رغم أنّها تعلم أنّها ستكون الطبق الرئيسيّ
حين تعود المركب إلى أهلها
اذ تعثر على أبديتها في لحظة ذوبان الطُّعم على شفتها.
تقف عقارب السّاعة على الحائط
تسرج حواسّي خيولها
لا عقل يمرّ كسرب طيورٍ جارحةٍ تحجب الشّمس
لأنّي أقف أمامك الآن
يتملص الزمن من عاداته
يكسر أقانيمه ويعود واحدًا
يقف على أصابعه في عينيّ كي يشاهدك تقفين أمامي
لأنّي أقف أمامك الآن
أصير ما أشتهي:
يكفي أن أقول لصخرتي ذراعي "أحبّها" حتى ينبت الريش
لكرسيّ البلاستيك، ويصير عرشاً تلقي السفن
عند أطرافه الذهب.
أقف أمامك كما وقفت أمام وجه أمّي
حين أسلمني الطبيب إلى ذراعيها بعد لهاث العدم
كأنّك أشرعة الزوارق حين تصير منديلًا للهواء المعذّب
بدخان البوارج، كأنّك ما تقاذف أطفال الشّفق من نومٍ
كي يصنعوا وسائد للطيور العائدة من هجرة الليل
أقف أمامك كما يقف الشّعراء أمام البحر،
تندلع نارٌ
حين يحكّ قطنُ الجورب كاحلِك،
تنقّب عن العنقاء في رمادي.
* شاعر من فلسطين