إنها الواحدة والنصف
ما زلتُ سعيداً
عشت يوماً عادياً تماماً
استيقظت وحيداً جداً وسأنام وحيداً كذلك
مرتاح البال
وبلا عناق،
أقول للعالم
لا فرق، كنْ كما شئت.
***
ليس هنالك من مكان
كل الخرائط لا تصلح
بيتي مشيدٌ بآثام امرأة تركتها
فيه أغنّي وحدي
وأنام وحدي
لا أحلم بأحد، أو أتذكّر أحداً..
لو يتنبّأ بي
بستاني أعور
لو يراني بعينه المطفأة فقط..
أحلم لو أكون الشجرة التي أصعدها
في الطفولة
وأن تكون لي مليون ذراع
ألعب بها بالدسائس،
مع هذه الثعابين..
أن تحتفي بي حشرة منقرضة
وأن تنتهي سلالتي..
قبل أن تبدأ.
***
أصحو مع العصافير
وأنام مع الكلاب
لديّ قط شوارع أجرب
أقضي حياتي كلّها في بيته
لدي ملامح أجنبي أو غريب في منفى
وأحتفظ بعلامة متشرّد على جبيني
أبدو كغول عندما أضحك
كدودة عندما أبكي
يعرفني الباعة الجوّالون وعمّال النظافة
ثيابي متّسخة وجيوبي مثقوبة
في رأسي سوق خضار ومشترون
وفي قلبي فواكه بالمجان.
***
يمكنني أن أُخفي حبّي للمرأة
في جوربٍ مثقوب
أو في حذاء بالٍ،
حُبّ المرأة؟
هذا آخر همّي
إذا كنت سأعيش يوماً بعد.
لست مبالياً او محتاطاً
سأمشي حافياً
مثل المهرّج على المسرح
وأدق بقدميّ
اللتين من شوكٍ
خشب كل زهرةٍ تفوح.
***
سأعيش طويلاً
ولمزيد من السنوات
ستكون حياتي
عبارة
عن هراء
أقدّمه على مائدة من يريد.
من يريد هذه الحياة؟
ليرفع السماعة الآن إذاً
ليكن شجاعاً
مثل أبي
ويطلب..
إنني أجيء
سريعاً مثل طرد مستعجل
مع مزيد
من الهراء
كـ
قصيدة نثر.
***
أصيصُ الوردة التي بلا اسمٍ،
فيه طينٌ، لا معنىً له،
منه خلقتُ، أنا المبتلّ
حتى أخمص جذوري
بالماء
المتجدد.
***
الأمهات أكبر من القصائد، والشعر الجيّد مكتوب لهن بأيادٍ رديئة.
***
أستطيع التدخين رغم الروماتيزم
ويمكنني كتابة قصيدة
فلا عزاء لي إذاً ..
***
لعنتي هي أنني
عندما في يومٍ كهذا:
عارٍ وملتهِب
يطلّ من رأسه الصغير كدودة،
فراغ آسن.
***
أن يتسع لا شيء .. كل شيء - ويشملني -
انا المتستّر في صفر اليدين.
***
أعيشُ في جيوبي
أي أحدٍ أفلسُ مني هذه الأيام؟
***
شيء
مثل تجوالِ الكابوسِ، لا يُسمّى
شيء مثل نومة ِالميّتِ، نوبةُ الكلمات الباهتة
لعنةٌ يعلّمها الشعرُ أغنية الربو
في ساحة الورق المصفرّ
ودرسٌ مثل قصيدةٍ لا تكتب.
* شاعر فلسطيني من غزة