كلفة إنشاء موقع إخباري عربي

13 مايو 2015
الأحداث السياسية وانتشار الأنترنت يحفزان إنشاء المواقع الإخبارية (Getty)
+ الخط -
لم يعد إنشاء موقع إلكتروني إخباري بالأمر الصعب في الدول العربية، خاصة في ظل تسارع الأحداث داخل هذه الدول. ومن هُنا تستعرض "العربي الجديد" السبل المساعدة لإطلاق موقّع سياسي يُغطي ويُحلل تطورات المنطقة. إذ يمكن البدء في إطلاق الموقع، عبر تعيين أربعة صحافيين، ومندوبي إعلانات، مع استئجار مقر لا تزيد مساحته على مائة متر مُربع.

ولكن عليك الانتباه جيداً إلى أن هذه القواعد ستختلف عندما يحرز الموقع الإخباري نجاحاً بعد مرور عامه الأول، ما سيتطلب منك تعزيز فريق العمل بكوادر جديدة، مصحوبة بتجهيزات تكنولوجية إضافية.

مصر: طفرة غير مسبوقة
ربما لم تمر مصر خلال السنوات العشرين الماضية بطفرة إعلامية مماثلة لما شهدته في أعقاب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. فانطلقت عشرات المواقع الإخبارية التي تركز على الشأن السياسي بهدف مواكبة اهتمام المواطنين بمتابعة الأحداث المتلاحقة التي تشهدها البلاد.


يقول الإعلامي عزت سليم إن الخطوة الأولى لإطلاق موقع إخباري سياسي، هو تحديد الخطوط العريضة للسياسة التحريرية التي تشمل رسالة الموقع والجمهور المستهدف وأسلوب معالجة الأخبار السياسية، ثم اختيار اسم جذاب يُعبر عن السياسة التحريرية. ويضيف سليم أن الجانب الآخر يتمثل في دراسة الجدوى التي تنقسم إلى شقين، الأول المصروفات التي تدور حول 50- 55 ألف دولار تغطي نفقات عام كامل تشمل أجور أربعة مُحررين صحافيين تتراوح بين 300 - 700 دولار حسب الخبرات والمهام الوظيفية، إلى جانب تخصيص 300 دولار لمندوبي إعلانات بواقع 150 دولاراً لكل منهما حيث يحصلان على نسبة من قيمة الإعلانات لا تقل عن 5%.

ويوضح أن المصروفات تشمل عشرة آلاف دولار سنوياً، نظير الاشتراك في خدمات وكالات الأنباء المحلية والدولية، ثمانية آلاف دولار لاستئجار مقر بمساحة مائة متر على مدار العام، وألفي دولار لتصميم الموقع و1200 دولار لخدمات الاستضافة على شبكة الإنترنت سنوياً، وخمسة آلاف دولار عبارة عن تجهيزات ما بين أثاث مكتبي وأجهزة كمبيوتر.

أما الشق الثاني فيتمثل في الإيرادات التي تتمثل بشكل رئيسي من الإعلانات، وفي أغلب التجارب ينتظر مالك الموقع الإخباري عاماً كاملاً حتى يحقق الانتشار المطلوب لجلب الإعلانات، حسب سليم.

العراق: وضع مأزوم
عندما تشتد الصراعات في دولة ما، عليك أن تكون دقيقاً في رسم ملامح السياسة التحريرية، إذ إنه من الأفضل دائماً أن تكون مُستقلاً عن أطراف الصراع بهدف الحفاظ على استدامة المشروع.

ويعبر عن ذلك رئيس تحرير وكالة دنانير الاقتصادية عبد الرحمن إبراهيم، إذ يقول إن الاستقلالية تضمن دقة المعلومات، والأفضل دائماً تنويع مصادر الدخل بين الاشتراكات الشهرية في الخدمات الإخبارية التي يقدمها الموقع، وكذلك الإعلانات.

ويُشير إبراهيم إلى أن راتب المُحرر الصحافي يكون عادة بين 500- 1000 دولار، فيما تعتمد رواتب مندوبي الإعلان بشكلٍ أساسي على عمولات الإعلانات. ويتطلب المشروع رصد 1500- 2000 دولار لتصميم الموقع، و1200 دولار لخدمات الاستضافة، و 10 آلاف دولار لخدمات وكالات الأنباء.

وتتراوح أكلاف التجهيزات بين خمسة وستة آلاف دولار، إضافة إلى ما يتراوح بين سبعة وتسعة آلاف دولار مصروفات إيجار سنوية للمقر الإداري للموقع الإخباري، وبناءً على هذه البيانات يتراوح إجمالي المصروفات بين 60 – 65 ألف دولار.

لُبنان: جُرأة صاحبة الجلالة
تمتاز الصحافة اللبنانية بجرأة تتجاوز بمراحل أغلب الدول العربية نتيجة التنوع الثقافي والإيديولوجي لتيارات متعددة تمتلك أرضية في الشارع السياسي.

وفي ظل هذه الأجواء، تجد المواقع الإخبارية السياسية تُربة خصبة للعمل في لبنان
. ووفقاً إلى بيانات من بعض المواقع الإخبارية، فإن كُلفة تصميم الموقع تبلغ 1500 دولار، بخلاف 1200 دولار لاستضافة الموقع على شبكة الإنترنت سنوياً، وعشرة آلاف دولار للاشتراك في خدمات وكالات الأنباء على مدار العام.

أما رواتب المُحررين الصحافيين فهي تتراوح بين 800 – 1200 دولار، فضلاً عن رصد 14500 دولار كُلفة استئجار مقر للعمل على مدار العام، مع تخصيص ستة آلاف دولار للتجهيزات. وبناءً على هذه البيانات تتحرك كُلفة تأسيس الموقع بين 70 – 75 ألف دولار لتغطية مصروفات العام الأول.

سورية: مسرح الأحداث
عززت الأحداث السياسية والعسكرية المُشتعلة في سورية على مدار أربع سنوات، أهمية المواقع الإخبارية السياسية. إذ بإمكانها التحول إلى مزود خدمات إخبارية لوكالات الأنباء والقنوات المهتمة بمتابعة الشأن السوري شريطة تحري الدقة والموضوعية. ولكن قد يتسبب شلل المنظومة الاقتصادية في سورية في تراجع الإقبال على الإعلان ما يهدد نجاح الموقع الإخباري في جلب إيرادات.

وتتشابه اقتصاديات تدشين المواقع الإخبارية السورية كثيراً مع العراق من حيث رواتب المُحررين الصحافيين إذ تتراوح بين 600- 1000 دولار، فيما تصل كلفة تصميم الموقع إلى 1500 دولار، و1200 دولار لخدمات الاستضافة على الإنترنت، مع رصد نحو 10 آلاف دولار نظير خدمات وكالات الأنباء.

ويتطلب المشروع رصد قرابة 12 ألف دولار لقاء استئجار مقر لمدة عام، فضلاً عن رصد من خمسة إلى ستة آلاف دولار لأعمال التجهيز. وفي ضوء هذه البيانات تدور تكلفة تأسيس الموقع حول 70 ألف دولار.

الجزائر: في طور التطوير

"تشرع الجزائر في سنّ قانون ينظم تأسيس المواقع الإخبارية الإلكترونية، إلا أن عدم وجود قانون لا يمنع المواطنين من تدشين الموقع الإخباري" الحديث لخبير إعداد دراسات الجدوى محمد حميدوش.

ويُقدر حميدوش أكلاف تأسيس الموقع بنحو 60- 65 ألف دولار، تتوزع بين رواتب المحررين التي تتراوح بين 600- 800 دولار للمُحرر الواحد، إلى جانب 150- 200 دولار لكل مندوب إعلان مع استحواذهم على نسبة من قيمة الإعلانات.

ويضيف خبير إعداد دراسات الجدوى، أن مصروفات تصميم الموقع تبلغ 1500 – 2000 دولار، و1200 دولار نظير خدمات الاستضافة وعشرة آلاف دولار لوكالات الأنباء، و3600 دولار لاستئجار مقر لمدة عام وبين أربعة إلى خمسة آلاف دولار لتنفيذ أعمال التجهيزات وشراء الأجهزة الإلكترونية.

الإمارات: تكلفة مرتفعة
تتجاوز في الأغلب تكاليف تأسيس موقع إخباري في الإمارات أيا من الدول العربية السالف ذكرها، نظراً لارتفاع أجور الصحافيين التي تتراوح بين 1200- 2000 دولار في الخليج العربي بشكل عام، مع تراوح كُلفة استئجار مقر العمل بين 48 – 60 ألف دولار سنوياً، فضلاً عن تخصيص ما يتراوح بين سبعة وثمانية آلاف دولار للتجهيزات، وفق عاملين في المجال.

فيما تتراوح كُلفة تصميم الموقع الإخباري بين 1500- 2000 دولار، و1200 دولار مقابل خدمات الاستضافة وعشرة آلاف دولار نظير خدمات وكالات الأنباء. وتؤدي هذه المصروفات المُرتفعة إلى وصول كُلفة تأسيس الموقع إلى 150 ألف دولار لتغطية مصروفات عام، ولكن في المُقابل يُفسح ارتفاع مستوى المعيشة والنمو الاقتصادي المُتسارع في الإمارات المجال للرواج الإعلاني في المواقع الإخبارية.

إقرأ أيضا: نهضة الاستثمار العربي بالهندسة الداخلية (ملف)
المساهمون