أعلن مثقّفون مغاربة، اليوم الجمعة، عن انسحابهم، رسمياً، من الترشُّح لنيل "جائزة الشيخ زايد للكتاب"، ومن هيئة تحرير منشورات إماراتية، احتجاجاً على خطوة التطبيع التي أقدم عليها حكّام أبوظبي مع "إسرائيل".
وكتب الناقد والأكاديمي المغربي، يحيى بن الوليد، في تدوينة له على صفحته بفيسبوك: "قبل حوالي شهر، وبعد اتفاق مع الراحل إلياس فركوح صاحب "دار أزمنة"، قمتُ بترشيح كتابي حول "المثقّفين العرب" لجائزة الشيخ زايد (فرع التنمية وبناء الدولة)، غير أن ما حصل قبل اليوم من تطبيع فظيع بين ساسة دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي الغاصب، يجعلني أعدل نهائياً وبشكل طوعي عن هذا الترشيح".
واعتبر بن الوليد خطوته بمثابة "إجراء متواضع أتضامن فيه مع شعبنا الفلسطيني في صراعه العادل من أجل نيل مطالبه المشروعة"، مشيراً إلى أنه خصّص لفلسطين أكثر من بحث تناولت سردية فلسطين، والمفكّر إدوارد سعيد، والشاعر محمود درويش.
وفي التدوينة نفسها، قال بن الوليد إنه قرّر، أيضاً، مقاطعة فعاليات أُخرى مبرمجة العام المقبل في الإمارات، موضّحاً أنه أبلغ الجهات المعنية بموقفه.
من جهته، أعلن الكاتب أبو يوسف طه، انسحابه من الترشّح لـ "جائزة الشيخ زايد للكتاب"، وذلك "إرضاءً لضميره، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة".
وأوضح طه، في منشور له على فيسبوك، أنه ترشّح إلكترونياً للجائزة في فرع الرواية، لموسم 2020/ 2021، على أساس استكمال الترشُّح بإرسال خمس نسخ من كتابه وبعض الوثائق، وأنه راهن على وجود مسافة ما بين المجالين الثقافي والسياسي، قبل أن يضيف معلّقاً: "وهو أمر غير ممكن، وفيه تغليط ذاتي، كما وضح لي، وخاصة إثر التطبيع بين الإمارات وإسرائيل برعاية أميركا".
وتابع قائلاً: "لقد ظللت طوال حياتي مؤمناً بجوهر القضية الفلسطينية، معتبراً الشعب الفلسطيني قد تعرّض لظلم تاريخي استثنائي، تحالف فيه القريب والبعيد من قوى الاستعمار ووكلائه، والصهيونية وأذرعها".
وبدوره، قال الكاتب المغربي أحمد اللويزي إنه منذ أزيد من شهر، ترشّح للجائزة نفسها، وكان يأمل أن يُساهم هذا الترشيح في تقديم فرصة لروايته، حتى "تجد لها أفقا قرائياً عربياً أوسع".
وأضاف اللويزي: "لكن ما حصل اليوم من تطبيع بئيس بين ساسة دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي الغاشم، في تحدّ سافر لإرادة الشعب الإماراتي الشقيق والعربي قاطبة، وبنيّة مسبقة تترصّد التفريط في حق الشعب الفلسطيني في حل عادل وإنساني لمجموع قضاياه؛ كلّ هذا جعلني أعدل نهائياً وبشكل طوعي عن هذا الترشيح، في إجراء متواضع أتضامن فيه مع شعبنا الفلسطيني، في صراعه العادل من أجل نيل مطالبه المشروعة".
وانضم إلى المثقّفين المغاربة الذين أعلنوا رفصهم لخطوة التطبيع التي باشرتها أبوظبي مع الكيان الإسرائيلي، الروائي والناقد المغربي، عبد الرحيم جيران، الذي أعلن، من خلال تدوينة له على فيسبوك، عن استقالته من هيئة تحرير مجلة "الموروث" التابعة لمعهد الشارقة، وذلك احتجاجاً على التطبيع.