"بُعْدًا لِعَادٍ فَمَا أَوْهَى حُلُومُهُمُ فِي كُلِّ مَا ابْتَدَعُوا أَوْ كُلِّ مَا اعْتَادُوا" بهذا البيت من الشعر العربي القديم، صدّر "اتحاد الكتّاب التونسيين" بيانه الذي صدر أوّل أمس الجمعة، وفيه استنكر التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني.
يشير البيان إلى أن هذه الخطوة تعني أن الإمارات قد طعنت من خلفٍ "ظهور العرب المتمسكين بمبدأ الحرية لفلسطين باعتبارها قضية العرب المركزية وعنوان الكرامة والحَمِيّةِ والحق، ضاربة عرض الحائط بكل ما عُرِف به العرب من اعتزاز بالنفس ومن قدرة على المغالبة ورفض الاستسلام والمهادنة".
يضيف البيان: "وإذ لم تفاجئنا مثل هذه المواقف التي لا نزال نتوقع الأسوأ منها من أنظمة صارت عنوان الرجعية والعمالة. فإننا ندعو القوى الوطنية في بلادنا من أحزاب ومنظّمات إلى رفض هذه الفعلة النكراء وإدانتها والتصدي لكل مسارات التطبيع مع العدو. كما ندعو اتحادات الكتّاب الشقيقة والاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب إلى إدانة هذه الخطوة التطبيعية الخطيرة، واتخاذ ما ينبغي من الإجراءات لدعم ثقافة المقاومة ورفض كل أشكال التطبيع، وفي مقدمتها المحاولات البائسة الرامية إلى تكريس التطبيع الثقافي في أغلب البلدان العربية".
تأتي هذه الدعوة في ظلّ صمت عدد من المنظّمات الثقافية العربية وهو ما يثير إشكالية تمثيليها لقطاعات المثقفين في مجالات مثل الأدب والفكر والتشكيل والمسرح وغيرها، غير أن النصف الثاني من الحقيقة يبدو أكثر سوداوية إذ ظلّت شرائح موسّعة من المثقفين صامتة إزاء الخطوة النكراء التي أقدمت عليها دولة الإمارات أو الاكتفاء بعبارات جاهزة بالتنديد بالتطبيع، في حين أن مجموعة من المثقفين المغاربة قد فتحوا الباب لشكل احتجاجي أكثر فعالية بالانسحاب من المشاركة في الجوائز الأدبية التي ترعاها الإمارات.
على صفحته في فيسبوك، حيّى "اتحاد الكتّاب التونسيين" هذه المبادرة المغربية، كما حيّى موقف الكاتب العماني عبد الله حبيب، وكان يفترض أن يجد مواقف من مثقفين تونسيين اتخذوا هم أيضاً خطوات مشابهة - ولو رمزية - ضد "الطعنة" التطبيعية.