اختتمت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها من المنتجين المستقلين ومن بينهم روسيا اجتماعهم في الجزائر اليوم الأحد دون توصية رسمية بأي زيادة إضافية في الإنتاج النفطي.
وقال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي ونظيره الكويتي بخيت الرشيدي للصحفيين إن المنتجين اتفقوا على ضرورة التركيز على الوصول إلى نسبة الامتثال بنسبة 100 بالمئة لتخفيضات الإنتاج، والذي جرى الاتفاق عليه في اجتماع أوبك في يونيو/ حزيران.
ويعني ذلك فعليا تعويض انخفاض الإنتاج الإيراني. وقال الرمحي إنه لم تتم مناقشة الآلية المحددة للقيام بذلك.
وقبيل اختتام الاجتماع، استبعد كبار منتجي النفط الخضوع لابتزازات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودعوته الخميس أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وكبار منتجي النفط لخفض الأسعار عبر زيادة الإنتاج.
وقالت خمسة مصادر من منظمة "أوبك" ومنتجي النفط المستقلين لـ"رويترز"، إن من المستبعد أن توصي اللجنة المشتركة، التي تضم وزراء من المنظمة والدول غير الأعضاء المتحالفة معها في اجتماعها اليوم الأحد، بزيادة جديدة في إنتاج الخام فوق تلك المتفق عليها في يونيو/ حزيران الماضي.
كما استبعدت المصادر أن تتفق اللجنة على كيفية توزيع الزيادة البالغة مليون برميل يوميا، التي تقررت في آخر اجتماع بين منتجي "أوبك" والمستقلين.
وانطلقت صباح اليوم في الجزائر العاصمة أعمال الاجتماع العاشر للجنة الوزارية المشتركة المكلفة متابعة اتفاق خفض الإنتاج لأعضاء منظمة البلدان المنتجة للنفط "أوبك" وخارجها.
وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت 80 دولارا للبرميل هذا الشهر، ما دفع ترامب إلى دعوة منظمة البلدان المصدرة للبترول من جديدة إلى خفض الأسعار.
وفي افتتاح الاجتماع، قال وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيطوني: "علينا أن ننظر معا في السبل والوسائل الكافية لمواصلة التعاون بين الدول المنتجة للنفط".
وأضاف الوزير الجزائري أن "الكثير شكك في القدرات الجماعية في تنفيذ الاتفاق بين دول "أوبك"، لكن الدول المشاركة أثبتت قدراتها الجماعية على العمل بالمرور والحكم الراشد".
بدوره، قال الأمين العام لمنظمة "أوبك" محمد باركيندو، إن "أوبك ليست منظمة احتكار، وليست كارتل، بل أرضية شاملة مسؤولة تعمل من أجل الأسواق للمنتجين والمستهلكين".
وأضاف باركيندو أن "معطيات "أوبك" أصبحت مرجعا للسياسيين والاقتصاديين ونحن نعمل في شفافية، نحن منظمة شفافة".
كما أكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أن "الأعضاء على دراية بأن استقرار السوق هو في غاية الأهمية للاقتصاد العالمي"، مضيفا أن "أسعار النفط كانت مرضية للجميع، وهذا تماشيا مع قانوني العرض والطلب".
أما وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك فرأى أنه "بفضل الجهود سيكون من السهل بلوغ النتائج المرجوة لسوق متوازنة".
انتقادات إيرانية لواشنطن
قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، اليوم الأحد، إنه يأمل ألا تتأثر القرارات التي تتخذها اللجنة الوزارية المشتركة بين منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجين المستقلين بتغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص منتجي النفط.
ونقل الموقع الإلكتروني الإخباري لوزارة النفط الإيرانية (شانا) عن زنغنه قوله: "آمل ألا ترهب التهديدات (التي يطلقها ترامب) زملائي في "أوبك" وتدفعهم إلى تنفيذ أوامر أميركا".
وقال زنغنه: "في رأيي، تصريحات ترامب هي أكبر إهانة للدول والشعوب الصديقة للولايات المتحدة في المنطقة".
ونبهت إيران على لسان ممثلها في "أوبك"، حسين كازم كور اردلبلي، إلى أنه "لا يمكن أن تكون حصة إيران محور نقاش في اجتماع الجزائر، ولا يوجد مشاكل بالنسبة لنا حتى نناقشها اليوم".
ويتزامن اجتماع اليوم مع تغريدة شديدة اللهجة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس الماضي، طالب فيها منتجي النفط في الشرق الأوسط بزيادة الإنتاج وخفض الأسعار.
وقال مصدر في وزارة الطاقة الجزائرية في تصريح خاص سابق لـ"العربي الجديد" إن "وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيطوني أجرى اتصالات هاتفية قبل انعقاد الاجتماع مع نظرائه الروسي والسعودي والإيراني من أجل إيجاد حل للمأزق الحالي".
وأشار عبد المجيد عطار، المدير العام الأسبق لمجمع سوناطراك النفطي في الجزائر، ونائب رئيس الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز، إلى أن "الصراع الدائر بين السعودية وإيران، واستعداد الولايات المتحدة لفرض عقوبات على طهران في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، من العوامل التي ستجعل المجتمعين في الجزائر مترددين في اتخاذ قرار مؤثر، على اعتبار أن الجميع عاجز عن توقع الحصة التي ستفقدها إيران كدولة منتجة للنفط".
وقال عطار في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن "طهران ستكون نقطة التحول في اجتماع الجزائر، إذ ستسعى كل من السعودية وروسيا إلى الاستحواذ على حصة إيران الضائعة في السوق والمقدرة بنحو مليوني برميل يوميا، إذا فرضت العقوبات الأميركية على إيران".
وتشارك 24 دولة في اجتماع الجزائر، إذ قررت 10 دول المشاركة بوزراء طاقتها، وهي الجزائر، عمان، الكونغو، الكويت، فنزويلا، الإمارات، قطر، أذربيجان، روسيا والسعودية، فيما أشارت مصادر إيرانية إلى أن طهران تريد خفض تمثيلها بعد تراجع وزير الطاقة الإيراني بيجين زنغه عن الحضور.