وكانت أوبك قد أتفقت في نهاية مايو الماضي مع عدد من المنتجين بقيادة روسيا على تقليص إنتاج النفط بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا اعتبارا من يناير/ كانون الثاني 2017 وحتى نهاية مارس/ آذار العام القادم. وجرى استثناء ليبيا ونيجيريا من الاتفاق ويشهد إنتاجهما ارتفاعا.
الا أن مصادر أكدت لوكالة رويترز أنه من المقرر أن يجتمع أعضاء أوبك ومندوبين من خارج المنظمة اليوم الأثنين في روسيا لمناقشة تقييد الإنتاج الليبي والنيجيري، بالإضافة الى مناقشة تخفيض الإنتاج النفطي مجددا.
لكن محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك قال اليوم الاثنين إن نيجيريا لا تنوي تخطي هدفها لإنتاج النفط والذي يبلغ 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس/ آذار 2018، وأضاف أن هدف إنتاج ليبيا يبلغ 1.25 مليون برميل يوميا بحلول ديسمبر/ كانون الأول لكنه يظل مجرد هدف في ضوء التحديات التي يواجهها البلد.
وقال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو إن استعادة السوق لتوازنها ستتسارع وتيرتها مع ارتفاع الطلب في النصف الثاني من هذا العام.
وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق، اليوم، إن التزام أوبك والدول غير الأعضاء باتفاق الحد من إنتاج النفط، تجاوز التسعين بالمئة في شهر يونيو/حزيران الماضي.
وأضاف المرزوق أن تعزيز الطلب على النفط في النصف الثاني من 2017 سيسهم في تقليص فائض المخزونات.
أما وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، فقال "إنه لن تجري مناقشة تعميق تخفيضات إنتاج النفط خلال اجتماع يعقده وزراء من دول أوبك ومنتجين غير أعضاء في المنظمة اليوم الاثنين".
وأبلغ الفالح الصحافيين أن وزراء الكويت وفنزويلا والجزائر والسعودية وروسيا وسلطنة عمان سيناقشون وضع قيود على إنتاج نيجيريا وليبيا.
بدوره، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن اتفاق خفض إنتاج النفط بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين ساعد على تصريف 350 مليون برميل من المعروض الزائد في السوق منذ مطلع العام.
وقاد اتفاق تقليص الإنتاج أسعار الخام إلى الارتفاع فوق 58 دولاراً للبرميل في يناير/ كانون الثاني، لكن الأسعار عاودت الانخفاض منذ ذلك الحين إلى نطاق بين 45 و50 دولاراً للبرميل، حيث أخذت جهود تقليص المخزونات وقتا أكثر مما كان متوقعا.
وبددت زيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي أثر خفض الإمدادات، كما هي الحالة بالنسبة لإنتاج ليبيا ونيجيريا المعفاتين من اتفاق خفض الإنتاج للسماح لقطاع النفط في البلدين بالتعافي من آثار الاضطرابات التي امتدت لسنوات.
وكان ألكسندر نوفاك قد أكد أمس الأحد إن ليبيا ونيجيريا تقتربان من اللحظة التي يتعين وضع سقف لإنتاجهما فيها نتيجة للارتفاعات الكبيرة التي تحققت في الأشهر الأخيرة.
وقال نوفاك لصحيفة فايننشال تايمز "أعتقد أن على هذين البلدين أن ينضما لمنتجي النفط الآخرين المسؤولين ويسهما في مبادرة تحقيق استقرار السوق مع وصولهما لمستوى مستقر من الإنتاج". وتنتج ليبيا ما يزيد على المليون برميل يوميا.
كما عززت نيجيريا إنتاجها في الأشهر الأخيرة. وزاد البلدان إنتاجهما بما يترواح بين 700 ألف و800 ألف برميل يوميا منذ التوصل إلى الاتفاق الذي تقوده أوبك.
وقالت مصادر في أوبك لرويترز السبت إن نيجيريا قد تضع سقفا لإنتاجها إذا نجحت في المحافظة على مستويات الإنتاج عند 1.8 مليون برميل يوميا على مدار 90 يوماً.
كما قالت المصادر إن ليبيا قد تواجه صعوبات في المحافظة على الإنتاج فوق مليون برميل يوميا ومن ثم فإنه لا حاجة لوضع سقف لإنتاجها.
ولمحت السعودية الأسبوع الماضي إلى أنها مستعدة لاستيعاب زيادة إنتاج ليبيا ونيجيريا لكنها أكدت على ضرورة تبني إجراءات إضافية من قبل جميع المنتجين. وقالت روسيا إنها ترغب في المزيد من التعاون مع أوبك.
بيد أن خيار تعميق خفض الإنتاج مستبعد إلى الآن حسبما تقول مصادر في أوبك. وقال محمد الرمحي وزير نفط عمان غير العضو في المنظمة للصحفيين إنه لا يرى حاجة للمزيد من الخفض في الإنتاج من جانب أوبك والمنتجين المستقلين.
ارتفاع الأسعار
وارتفعت أسعار النفط، اليوم الاثنين، بعد تراجعها بشكل كبير في جلسة التعاملات السابقة بعد أن عززتها توقعات بأن الاجتماع المشترك، الذي تعقده دول أوبك وأخرى من خارجها، اليوم، قد يعالج ارتفاع إنتاج نيجيريا وليبيا العضوين في أوبك، والمعفيتين حتى الآن من حملة لخفض الإنتاج.
وقد توصي اللجنة بحد أقصى مشروط لإنتاج نيجيريا وليبيا من النفط، وذلك حسبما قالت مصادر مطلعة على المحادثات، على الرغم من إبداء بعض المحللين تشككهم العميق في أن تقوم المجموعة بمثل هذه الخطوة.
وقال كانيم جوكون، وهو مخطط استراتيجي لمؤسسة أوكاتو شوجي للسمسرة في اليابان: "إن اللجنة قد تصدر بيانا بشأن التعاون في تخفيضات الإنتاج، ولكن خفض ليبيا ونيجيريا إنتاجهما يعد أمرا صعبا، نظرا لأن ليبيا بدأت للتو الخروج من الحرب الأهلية على سبيل المثال".
وارتفع سعر خام برنت القياسي تسليم شهر سبتمبر/ أيلول 24 سنتا إلى 48.30 دولارا للبرميل. وارتفع سعر خام غرب تكساس الأميركي الوسيط تسليم شهر سبتمبر 17 سنتا إلى 45.94 دولارا.