أوروبا تبحث عن حل لأزمة عبور الغاز الروسي من أوكرانيا

01 نوفمبر 2024
جزء من أنابيب الغاز الروسي عبر أوروبا (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه أوروبا تحديات كبيرة في استبدال الغاز الروسي بالغاز الأذربيجاني، حيث من المقرر أن تتوقف تدفقات الغاز عبر أوكرانيا بنهاية ديسمبر 2023، مما يهدد استقرار إمدادات الطاقة في دول مثل النمسا والمجر وسلوفاكيا.

- قد يؤدي وقف نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى خسائر اقتصادية كبيرة لروسيا، تقدر بحوالي 6.5 مليارات دولار سنوياً، مما يزيد من الضغوط المالية على شركة غازبروم الروسية.

- من المتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، مما يعزز جهود الاتحاد الأوروبي لتنويع مصادر الطاقة بعيداً عن الهيدروكربونات الروسية، بهدف وقف جميع واردات الغاز الروسي بحلول عام 2027.
قالت شركة شراء الغاز المملوكة للدولة في سلوفاكيا SPP، اليوم الجمعة، إن أوروبا ليست على وشك التوصل إلى اتفاق لاستبدال خط أنابيب الغاز الروسي بالغاز الأذربيجاني، وفق تقرير في نشرة "أويل برايس".
ووفق التقرير، تسعى أوروبا جاهدة لاستبدال الإمدادات القادمة من روسيا اعتبارًا من الأول من يناير/ كانون الثاني، لأن تدفقات الغاز المتبقية من خطوط الأنابيب من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي عبر طريق العبور الأوكراني من المقرر أن تتوقف اعتبارًا من 31 ديسمبر/ كانون الأول عندما تنتهي اتفاقية العبور التي مدتها خمس سنوات بين غاز بروم الروسية وأوكرانيا.
وقد أعلنت أوكرانيا بالفعل، في عدة مناسبات، أنها لن تمدد اتفاق نقل الغاز الحالي. وأبدت روسيا استعدادها للتفاوض على تمديد الاتفاق، لكن أوكرانيا كانت حازمة في قولها إنها لن تشارك مع روسيا في مناقشات حول تمديد الاتفاق.
وتستمر العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك سلوفاكيا والمجر، في تلقي الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية  التي تمر عبر أوكرانيا، على الرغم من أن شركة غازبروم الروسية منعت العديد من عملاء الاتحاد الأوروبي الآخرين من إمداداتها. وقالت سلوفاكيا إنها ترغب في مواصلة استخدام الطريق عبر أوكرانيا.
ويناقش وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي استبدال أذربيجان بروسيا مورداً، لكن لم يُكشف عن تفاصيل محددة حتى الآن. وذكرت وكالة بلومبيرغ نيوز، الخميس، نقلاً عن مصادر مطلعة على الخطط، أن شركات من المجر وسلوفاكيا تقترب من توقيع صفقة لتلقي 12-14 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من أذربيجان.
ويرى خبراء أن وقف نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا ستكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على روسيا. وفي الوقت الحالي، يمثل الغاز المنقول عبر أوكرانيا ما يقرب من نصف صادرات روسيا المتبقية من الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي، ونحو ثلث إجمالي صادراتها من الغاز، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال.
وإذا توقفت هذه التدفقات، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة سنوية تبلغ حوالي 6.5 مليارات دولار لروسيا ما لم يُعثر على طرق أو أسواق بديلة. وتأتي هذه الضغوط المالية في وقت تواجه فيه شركة غازبروم، شركة الطاقة التي تسيطر عليها الدولة في روسيا، بالفعل، تحديات بسبب صافي خسارة قياسية جرى الإبلاغ عنها في عام 2023.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن وقف عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا من شأنه أن يعطل إمدادات الطاقة بشكل كبير، ما يؤثر بشكل خاص على دول مثل النمسا والمجر وسلوفاكيا التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي العابر أوكرانيا، حيث جرت تلبية ما يصل إلى 65% من طلبها على الغاز من خلال العبور الأوكراني في عام 2023.
ومن المرجح أن يكون التأثير الفوري هو ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في جميع أنحاء أوروبا، حيث تتفاعل الأسواق مع انخفاض العرض وزيادة عدم اليقين. علاوة على ذلك، قد يؤدي هذا التعطيل إلى تسريع جهود الاتحاد الأوروبي لتنويع مصادر الطاقة بعيداً عن الهيدروكربونات الروسية. وقد وضع الاتحاد الأوروبي هدفاً غير ملزم لوقف جميع واردات الغاز الروسي بحلول عام 2027.