كارول سماحة في مخلصة... فرادة العاشقة

18 أكتوبر 2016
تميّز الكليب بالبساطة والابتعاد عن الإبهار (العربي الجديد)
+ الخط -
قد تكون الفنانة، كارول سماحة، المطربة الوحيدة اليوم التي تعرف كيف توظّف أغانيها بصرياً، في عصر الميديا البديلة، والهواتف الذكية. قبل سنوات، التقت سماحة بالمخرج الفرنسي، تيري فيرغن، فشكلت إلى جانبه ثنائياً جيداً في عالم الأغاني المُصورة، وهي صورة أقرب إلى الغرب بتفاصيله وبساطة نجومه في الغناء. اعتمد تيري فيرغن على مواهب كثيرة تتمتع بها كارول سماحة، ونقلها من الدراما المسرحية والتلفزيونية، إلى عالم درامي خاص يتلزم بمسار الأغنية القصيرة. لا تتجاوز مدّة الأغنية أربع أو خمس دقائق، وهي كافية برأي فيرغن لتكون قصة "كليب" أشبه بفيلم رومانسي طويل.

قبل أيام، أصدرت الفنانة، كارول سماحة، أغنيتها المصورة "مخلصة"، من كلمات محمد جمعة وألحان مِدين وتوزيع موسيقي أحمد عبد السلام. عرفت سماحة كيف توظف سيناريو الكليب ليتماشى مع الكلمات والحكاية عموماً. الواضح، أن التناغم بين المطربة والمخرج الفرنسي صار يُشكل مادة جيدة يتقنها الاثنان معاً في توزيع الأدوار على بعضهما، والعبور إلى مساحة الأغنية التي تروي هذه المرة قصة الخيانة. اعتمد المخرج على البساطة بداية، شارع شعبي ومبان صغيرة وحانة واحدة تعمل فيها سماحة بأزياء بسيطة بعيدة عن عالم الإبهار.

تكتشف سماحة خيانة حبيبها، صدفة، عند مرورها أمام مقهى يجلس به إلى جانب امرأة ثانية، اكتشاف يطرح علامات استفهام كثيرة حول مفهوم الخيانة بالمعنى التقليدي العام. لكن ردّة فعل سماحة تأتي مباغتة. إذ تغلّب سماحة لغة العقل في هذا المشهد، وتستغل تعابير وجهها بصورة جيدة، هي واقفة أمام هول الصدمة. علماً أنها اعتمدت على السيناريو ذاته في كليب "خليك بحالك" من إنتاج عام 2011، وإخراج فيرغن نفسه.

أمام المفاجأة المدوية عاطفيّاً لحبيب خائن، تُرفق سماحة بناظريها إلى حيث اللقاء، وتفاصيل المكان، وتمشي بعد أن أنهكها المشهد، لا تحبس دموعها، حتى تصل الحانة أو المكان الذي تعمل به. تتداخل أجواء الأغنية مع حالتها، لا بل هي تترجم مشاعر هذه الحالة، وهنا محاولة المخرج جيدة جداً في توظيف أو ترويج كلمات الأغنية لصالح التأثير النفسي على المشاهد، أسئلة كثيرة تعرضها الأغنية، من لم يتعرض لمثل هذا الموقف في حياته؟

تحاول سماحة جاهدةً السيطرة على انفعالاتها، لكن سماحة تفشل في كتمان السر، أو الترفع عن مصابها. يكتشف زميلها النادل محاولات هروبها من حالة الإحباط، ويصبح مسانداً لها، ويبحث عنها محاولاً هو الآخر مساعدتها. يمر شريط الأحداث مُسرعاً، والكلمات تجوب المُخيلة.

بدت كارول سماحة متمكنة من أدائها التمثيلي، كما هو حالها في الغناء، واستطاعت بتلقائية أن تهزأ بالعاطفة التي تسكنها، فتهرب إلى رجل آخر، وجدته بالصدفة أمامها. وينتقل الذنب إلى الحبيب الأول الذي يمر هو أيضاً مصادفة، ويراها تراقص غيره، فيحاول العودة أو التقرب والدخول إلى المرقص، لكن المرأة الثانية تمنعه من ذلك.

مرة جديدة، تستغل كارول سماحة أفكار المخرج، تيري فيرغن، وتضعها في قالب ممتع للعين والسمع في وقت واحد، في عصر مشهود له باستغلال الجمال، وتحويل المرأة كسلعة، وذلك في معظم الأغنيات المُصورة التي نراها اليوم.


المساهمون