قُل يا جلال الدين

30 اغسطس 2019
(محمد استعلامي)
+ الخط -

إلى أين؟ لا أعرف
قلْ يا جلال الدين
يا مرشدي في أيام عجزي
إلى أين رحلنا؟
كنا نسافـر طوال هذه السنوات معًا
وكانت عيناك العارمتان
مصباح طريقي
مررنا عن بادية الجهل والظلام
عن خرائب "المدينة الحاسدة"
على قارعة طريق.
بعيدًا
كان حصارُ الليل الطويلُ
جاثمًا على أنقاضه
وكانت أمنياتٌ نيّرةٌ مثل شمسٍ
وصافية مثل المطر
تحت هذه الأنقاض.
قلْ، قلْ عمّ كنّا نبحث
في ذلك المساء المعتم.
وإلى أين اتجهنا
بعد بلخ ومرْو ونيسابور وريّ.
رأيتُك يا جلال الدين
في "بادية" ليلٍ ما
في طريق الكعبة هاربًا
من كعبة الحجر
وعلى لسانك الصامت
حديثُ "كعبة القلب"
لأن تلك الكعبة السوداء
ليست محلا لقبلاتك.
على ربوةٍ رأيتُك في طريق حلب
تحمل جثة بلادك،
ليس طينة من بخارى وبلخ ونيسابور
بل كنت تحمل آلاف الذكريات
عن تلك المدن.
كنت ترحل إلى تلك المدينة المجهولة
وعشاقك كانوا سدنة بواباتها
ولا أحد يعرف طريق تلك المدينة.
طوينا طريقًا معًا
ولكننا آجلين ومنفيين
باحثين عن طمأنينةٍ في بلادٍ غريبة
التي هي خرافة اسكندر
وماء الحياة.


* شاعر وباحث إيراني من مواليد مدينة أراك عام 1936. من مؤلفاته: "شرح المثنوي المعنوي" لجلال الدين الرومي في سبعة مجلدات و"درس حافظ" عن شعر حافظ الشيرازي في مجلدين. وكتب أخرى في التصوّف. يقيم الآن في كاليفورنيا.

** ترجمة عن الفارسية حمزة كوتي

المساهمون