أكد المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الليبي، محمد قنونو، بدء عملية تقدم قواته باتجاه مدن الجبل الغربي خلال الساعات المقبلة، ضمن عملية "بركان الغضب" لتطهير المدن الليبية، ردا على الحرب التي أعلنها اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، يوم الخميس الماضي، على العاصمة طرابلس.
وقال قنونو في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "كامل محيط العاصمة الجنوبي تم تأمينه بعد عمليات يوم أمس التي كانت حاسمة"، مضيفا أن سلاح الجو التابع للحكومة نفذ حتى ليل البارحة 11 غارة على مواقع قوات حفتر، من بينها غارة استهدفت قاعدة الوطية (140 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس) التي تعتمد عليها قوات حفتر بشكل كبير.
وأوضح قنونو أن "المرحلة الجديدة سيُفتح بموجبها أكثر من محور للقتال"، مضيفا أن "خلايا مسلحة تابعة للقوات المعادية توجَد منذ أيام في مدن الشريط الساحلي غرب العاصمة وتتوجب إعادة السيطرة عليها". وأشار إلى أن مواقع أخرى ستستهدفها قوات الحكومة، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل، مستعرضا خلال حديثه استعداد قوات البحرية أيضا للمشاركة في العمليات الجارية حاليا.
وفيما أكد قنونو جاهزية عالية لقوات الحكومة وتمكنها من إرجاع قوات حفتر إلى خارج طرابلس، أعلن المتحدث باسم قوات حفتر، العميد أحمد المسماري، أن قوات حفتر لا تزال تقاتل وتسيطر على مواقع داخل العاصمة.
وقال المسماري، خلال مؤتمر صحافي، مساء أمس الأحد، إن قوات حفتر تمكنت من السيطرة على خلة الفرجان بالإضافة إلى أجزاء واسعة من وادي الربيع ومنطقة السواني، مؤكدا أن طرابلس تنتظرها مفاجأة قريبة من حفتر.
وتتناقض تصريحات المسماري مع ما أظهرته الصور والفيديوهات التي نشرها نشطاء ليبيون توضح سيطرة قوات الحكومة على مواقع هامة في المناطق التي أشار إليها المسماري، مثل معسكر اليرموك في قصر بن غشير، وكوبري طريق السواني الذي يقع وسط المنطقة، بالإضافة إلى صور أخرى من وادي الربيع.
وردا على تصريحات المسماري، قال قنونو إن الأول "يتحدث عن بعض الخلايا الصغيرة التي لا تزال قواتنا تتعامل معها"، لافتا إلى أن "تحصنها بين منازل الأهالي حتم علينا التعامل معها بدقة ومن غير عجلة"، لكنه أكد أنها لا تشكل خطرا كبيرا.
وإثر إعلان قنونو أمس عن إطلاق حكومة الوفاق عملية "بركان الغضب" للدفاع عن العاصمة، دخل على خط المعركة بين الطرفين سلاح الجو الذي نفذ من الجانبين عدة غارات لتستهدف مواقع خارج طرابلس، وكشف سليمان بودية، القيادي بـ"قوة حماية طرابلس"، وهي أحد مكونات قوات الحكومة، أن طائرات حكومة الوفاق استهدفت أمس قاعدة الوطية ومهبطا في مدينة غريان بالإضافة إلى مواقع على تخوم طرابلس الجنوبية لإجبار قوات حفتر على التراجع. وعلى الجانب الآخر، قالت قوات حفتر إنها استهدفت عدة مواقع من بينها مطار طرابلس القديم.
إلى ذلك، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير اليوم الاثنين إن 2200 شخص نزحوا من ديارهم جراء الاشتباكات الدائرة إلى الجنوب من العاصمة الليبية طرابلس منذ الرابع من إبريل/ نيسان، مضيفا أن كثيرا من المدنيين محاصرون ولا يستطيعون الوصول إلى خدمات الطوارئ.
وقال التقرير، وفق ما أوردته وكالة "رويترز" للأنباء "النشر السريع المتزايد للقوات يمكن أن يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان". وأضاف أن وكالات الإغاثة على الأرض لديها ما يكفي من الإمدادات الطبية الطارئة لعلاج ما يصل إلى 210 آلاف شخص والتعامل مع 900 حالة إصابة لمدة ثلاثة أشهر.
وأكدت وزارة الصحة في حكومة الوفاق أن حصيلة القتلى من صفوف قوات حكومة الوفاق خلال معارك يوم أمس الأحد، وصلت إلى 32 قتيلا، مشددة على أن من بينهم مدنيين، وفيما لم تعلن قوات حفتر عن القتلى في صفوفها، نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر طبية في مشفى غريان وقوع 19 قتيلا من قواته خلال يوم أمس.
وإثر مطالب البعثة الأممية لأطراف النزاع بهدنة إنسانية لمدة ثلاث ساعات لتمكين الأسر العالقة داخل مناطق الاشتباك، ناشد جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة الوفاق، في منشور عاجل، وقف إطلاق النار لإخراج العائلات المحاصرة في مناطق الاشتباكات الدائرة بضواحي طرابلس.
وقال الجهاز، مساء الأحد، إن هذا النداء يأتي نظراً لوجود بلاغات من عائلات عالقة قرب مناطق الاشتباكات، مطالبا تلك العائلات بالبقاء في بيوتها حتى وصول فرق الإنقاذ.
وأكد شهود عيان من مناطق قصر بن غشير ووادي الربيع استخدام قوات حفتر للمدفعية حيث سقطت أكثر من قذيفة على الأحياء السكنية، وأدت إلى مقتل مدنيين، بحسب جهاز الإسعاف والطوارئ.