تقوم قوات النظام السوري بافتعال القصف في المنطقة الشرقية من مدينة حلب، الخاضعة لسيطرته، من أجل إخلاء المنازل القريبة من الجبهات مع الأحياء الغربية من مدينة حلب، وذلك لـ"إجبار الأهالي على إخلاء منازلهم وسرقة محتوياتها"، وفق ما ذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد".
وقال أبو محمد الحلبي، (اسم مستعار)، لـ"العربي الجديد"، إنّ "شبيحة النظام قاموا بسرقة كافة محتويات منزله، والتي تبلغ قيمتها قرابة 10 آلاف دولار، قبل هبوط قيمة الليرة السورية، وذلك بعد تعرّضه لقصف مجهول المصدر".
وأكّد أنّ "منزله، الواقع على أطراف المنطقة المواجهة لحي حلب الجديدة، بعيد عن خطوط التّماس والاشتباك، وتعرّض للقصف بقذيفة ألحقت به أضراراً مادية ليست بالكبيرة، لكنه خشي على حياة عائلته، ما دفعه إلى إخلاء المنزل، لكن حاجز النظام لم يسمح له سوى بحمل أطفاله، ليعود بعد يوم واحد ويجد منزله على البلاط".
ولفت إلى أنّه باتت لديه قناعة بأن هؤلاء "الشبيحة متواجدون هنا، ليس بهدف حمايتهم من الإرهابيين، كما يدّعون، إنّما هم مرتزقة يسرقون ويبتزّون المدنيين بحجة حمايتهم".
وعن القصف الذي تُتهم بتنفيذه المعارضة السورية المسلحة، يقول أبو محمود "بعد سرقة منزلي أيقنت أن ذلك القصف مفتعل، وتحديداً من شبيحة النظام، والمحليين منهم وليسوا الأجانب".
وتحفّظ أبو محمود على ذكر عدد أطفاله وعمره، خوفاً من ملاحقات أمنية لاحقاً، مبيّناً أنًه يزور منزله بين فترة وأخرى، وفي كل مرة يمر بها عبر حواجز النظام يتعرّض لابتزازات بالكلام ويسمع أحيانا شتائم "طائفية تجاه السنة"، ويقوم بصم أذنه عنها، على حدّ تعبيره.
وسقط عشرات القتلى والجرحى جرّاء قصف طاول الأحياء الشرقية من مدينة حلب، ويتهم النظام السوري المعارضة السورية المسلحة بذلك القصف. في المقابل، نفت المعارضة السورية مؤخراً قصف قواتها المسلحة مواقع مدنية تخضع لسيطرة النظام في حلب، وذلك بعد توجيه اتهام لها من قبل المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا.
وتسيطر قوات النظام على القسم الشرقي من مدينة حلب، وتقوم بفصل الأحياء عن بعضها البعض بحواجز يشرف عليها عناصر يوصفون من قبل السوريين بـ"الشبيحة"، وهم يتبعون مليشيات يرعاها النظام السوري، ومجموعة من التجار الداعمين له.