تمكنت قوات المعارضة المسلحة في محافظة إدلب، من اختراق الخطوط الأمامية لقوات النظام في مدينة إدلب، ووصلت إلى قلب المدينة حيث تدور اشتباكات هناك، بينها وبين قوات النظام وعناصر اللجان الشعبية "الشبيحة"، في حين ردت قوات النظام بقصف عنيف بالطائرات طال معظم مناطق المعارضة المحيطة بمدينة إدلب، كما قصفت كلاً من مدينة بنش وبلدة قميناس ببراميل تحتوي على غاز الكلور، وأطلقت صاروخي أرض أرض سقطا على أطراف بنش في الوقت الذي سقط فيه صاروخ أرض أرض داخل الأراضي التركية، بالقرب من مدينة الريحانية الحدودية.
وقال الناشط الإعلامي عبد قنطار "للعربي الجديد"، إنه "بعد الإعلان عن بدء المعركة ببيان رسمي صدر عن غرفة عمليات جيش الفتح التي يشارك فيها عدد من الفصائل، بدأت المعركة بالتمهيد من خلال قصف حواجز النظام المتمركزة على أطراف المدينة، وسرعان ما بدأت عمليات الاقتحام من جميع المحاور، مبينا أنه تم إعلان السيطرة على حواجز (سادكوب، والكهرباء، والمسبح، ومكتب الدور، والغزل القديم، والغزل الجديد، والأعلاف، والسكن الشبابي، والرام، وعين شيب، والمحلج، والمداجن، والقلعة)"، وبين قنطار أن "سيطرة فصائل المعارضة على حاجزي السكن الشبابي، والرام أدى إلى كسر الطوق الأمني حول المدينة، ودخول الثوار إليها، إذ لا تزال الاشتباكات مستمرة إلى الآن داخل المدينة حيث تدور حرب شوارع"، مضيفا أنه في ساعة متأخرة من ليل أمس الثلاثاء، تم إعلان السيطرة على ثكنة المنشرة شرق مدينة إدلب ومقتل العديد من مليشيات الأسد.
وأكد قنطار أن قوات النظام ردت على تقدم المعارضة بإلقاء برميلين محملين بغاز الكلور على مدينة بنش، وأخر على بلدة قميناس، كما قصفت بسلاحها الجوي معظم ريف المحافظة منها التمانعة، ودير سنبل، وركايا، وتفتناز، وبنش، وخان شيخون، بالإضافة إلى محيط المدينة".
وأكد أحد القادة الميدانيين في مدينة بنش، أن " قوات النظام قصفت مدينة بنش بصاروح أرض أرض، سقط شرق المدينة ضمن الأراضي الزراعية، كما استهدف الطيران الحربي مدينتي بنش وقميناس ببرميلين محملين بغاز الكلور السام، ما تسبب بحصول نحو 30 حالة اختناق، بينها أطفال"، مبينا أن "الطيران الحربي لم يهدأ طوال الليل" .
وأكد الصحفي محمد النعيمي المقيم في مدينة الريحانية التركية، أن انفجارا هائلا هز المدينة نتج من سقوط صاروخ أرض أرض ضمن الأراضي الزراعية شرق مدينة الريحانية، بعمق نحو خمسة كيلو مترات داخل الأراضي التركية، فيما لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا جراء سقوط الصاروخ.
في حين أكد الناشط ابو عبادة من بنش، أن "فصائل المعارضة سيطرت داخل مدينة إدلب على قصر العدل ومبنى التربية ومبنى المحافظ وثكنة الإنشاءات شرق المدينة ومعمل الغاز"، ونفى محافظ إدلب خير الدين عبد الستار السيد، في تصريح صحفي، أن "تكون الفصائل المسلحة حققت أي تقدم في مدينة إدلب، وأن عدد قتلى تلك الفصائل بالمئات إن لم يكن بالآلاف".
وبين المحافظ أن "نحو 8 مدنيين قتلوا داخل المدينة جراء سقوط عدد من قذائف هاون"، موضحا أن "مقاتلي الفصائل يبعدون كيلومترين عن المدينة".
وتناقل ناشطون معارضون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، صورا للعمليات الانتحارية، وأخرى من داخل النقاط التي كان النظام يسيطر عليها.
بدوره قال "المرصد السوري لحقوق الانسان"، إن "ما لا يقل عن 20 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا في محيط مدينة إدلب"، ذاكرا أن "النظام قام قبل أيام، بنقل بعض الإدارات من مدينة إدلب إلى مدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرته".
من جانبه، أعلن "جيش الفتح"، المكون من "أحرار الشام، جبهة النصرة، جند الأقصى، جيش السنة، فيلق الشام، صقور الشام، لواء الحق، أجناد الشام"، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "توتر"، السيطرة على بعض الحواجز منها سادكوب، والكونسروة، وعين شيب، والقلعة، والسكن الشبابي، والرام، وأجزاء من الجامعة، إضافة إلى بعض الأحياء على أطراف المدينة".
اقرأ أيضا :
سورية: بوادر معركة طاحنة تلوح في أفق إدلب
معركة "إدلب": كلور النظام متواصل
"أحرار الشام": توسّع واندماجات على حساب "الجبهة الإسلامية"