قصّة "الدويتو" العربي من ألمظ الحمولي إلى رامي عيّاش

08 اغسطس 2015
عبد الحليم ممن أعادوا مجد "الديو" (Getty)
+ الخط -
لم يشارك الزوجان ألمظ وعبده الحامولي معاً في أغنية واحدة أبداً. لكن لسبب ما ارتبط مفهوم "الدويتو" بهما. إذ شارك الاثنان في حفلة واحدة داخل قصر الخديوي إسماعيل، أواخر القرن 19، فغنّت ألمظ في الحرملك، بينما كان الحامولي يغنّي في القاعة الأساسية بحضور الرجال فقط.

بعدها تجدّد الدويتو واكتسب زخماً مع ظهور السينما في النصف الأوّل من القرن 20:

- "حكيم عيون": جمعت الموسيقار محمد عبد الوهاب بالممثلة راقية إبراهيم في فيلم "رصاصة في القلب" (1944)، ألحان عبد الوهاب وكلمات حسين السيد. وكانت حواراً بين البطلين محسن وفيفي.

- "عيني بترفّ": جمعت ليلى مراد بنجيب الريحاني. اشتهر الدويتو بطابع الأغنية الخفيف وكلماتها المحبّبة، خصوصاً الخاتمة: "علشانك انت انكوي في النار والقح جثّتي، وادخل جهنّم وانشوي واصرخ واقول: يا لهوتي". كانت واحدة من أغنيات فيلم "غزل البنات" الجميلة، لحّنها عبد الوهاب. المفارقة أنّ الريحاني قال فيها: "حاسس بمصيبة جايّالي"، ومات بعد تصوير الفيلم مباشرة. كذلك غنّيا "الأستاذ حمام" و"ليلى" و"أبجد هوّز"، لكن تبقى الأولى الأكثر شهرة منذ 1949.

- "يا سلام على حبّي وحبّك": أدّاها فريد الأطرش وشادية في فيلم "أنت حبّي". البطلان فريد وياسمين اضطرّا للزواج بناء على وصية جدّهما، وهما ابنا عم. كتبها فتحي قورة وغنّاها العملاقان بأداء كوميدي في 1959. لاقت رواجاً كبيراً ولا تزال تغنّى في برامج المسابقات حول العالم العربي، آخرها برنامج "أجمل سنين عمرنا" حيث أدّاها هشام عباس وهيفا وهبي في 2013.

اقرأ أيضاً: فضل شاكر الحقيقيّ: المراهقة مع نجوم التسعينيّات

- "حاجة غريبة": غنّاها عبد الحليم حافظ وشادية في فيلمهما الشهير "معبودة الجماهير" في 1967. إبراهيم ممثل ومغنٍّ مغمور يقع في حب سهير، نجمة المسرح. يخرجان سرّاً في موعد غرامي ويغنّيان ما ألّفه حسين السيّد ولحّنه منير مراد.

- "عمّرها": قدّم الأخوان رحباني في 1969 مسرحيتهما الغنائية الشهيرة "سهرة حبّ". هي مزيج فلكلوري لبناني جميل من بطولة فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين. في المسرحية أكثر من أغنية مشتركة ومواويل ثلاثية، لكنّ أغنية "عمّرها" في خاتمة المسرحية تفرّد بها الثنائي الصافي - فيروز. أعيد تقديمها من النجمين معين شريف وأصالة نصري في مهرجان عام 2008 .

بعدها، خلال السبعينيات والثمانينيات، لم تسجّل أغنيات "دويتو" ناجحة. عادت الموجة مع فيديو كليب أوائل التسعينيات بعد "ثورة موسيقى حميد الشاعري"، الليبي الأصل الذي قدّم أغنية "بتكلّم جد" في 1990 مع سيمون، ثم "عيني عيني" مع هشام عباس في 1997 من كلمات وألحان عنتر هلال، ثم "واه يا غزالي" في 1998.

كان لبنان حينها يشهد دويتو ناجحاً بين وائل كفوري ونوال الزغبي في "مين حبيبي أنا" عام 1999 من كلمات ميشال جحا وألحان جوزيف جحا.

ومع انطلاق عصر الفضائيات العربية برزت أغنية "ولا عارف" لإيهاب توفيق والراحلة ذكرى من كلمات بهاء الدين محمد وألحان حمدي صديق في 2001. ثم سجّل راغب علامة مع إليسا في العام نفسه "بتغيب بتروح" من كلمات الياس ناصر وألحان ايجه.

كرّت بعدها موجة جديدة في عالم الفيديو كليب أبرزها "ليه يا دنيا" لمحمد منير وخالد عجاج و"يوم ورا يوم" بين سميرة سعيد والشاب مامي. وبين آمال حجازي وفاضل أغنية "عينك". فيما تسبّبت "لو كنت نسيت" في 2002 بنجومية شيرين وتامر حسني. وشارك فضل شاكر مع يارا في "خدني معك". وقدّم مروان خوري رائعته "يا ربّ تعود" مع كارول سماحة. وأحمد عدوية سجّل عودته مع دويتو "الناس الرايقة" هو ورامي عياش، ولاقت الأغنية نجاحاً باهراً.

لم تكن الأغنية الخليجية بعيدة عن تلك الظاهرة. المطربة نوال شاركت فضل شاكر أغنية "احاول"، فيما كانت الأغنية الأبرز من نصيب راشد الماجد وحسين الجسمي وهي "الغرقان". راشد بدوره شارك عبد المجيد عبد الله في أكثر من دويتو بينها "انت وانا" و"حبّي الأوّل والأخير"، والأشهر كانت "يا صاحبي".

أعطى انتشار فنّ الفيديو كليب والمهرجانات العربية المشتركة زخماً كبيراً للدويتو. والمفارقة أنّ الدويتو اختفى من السينما في مصر ومن المسرح في لبنان منذ منتصف القرن الماضي.

اقرأ أيضاً: ميّادة الحناوي تراجعت: لا "ديو" مع المزيّن جو رعد

المساهمون