هزّ انفجار كبير العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الثلاثاء، وصلت ارتداداته إلى مختلف المناطق اللبنانية وأدى إلى سقوط قتلى ومئات الجرحى، إضافة إلى خسائر مادية طاولت المنازل والأبنية والسيارات والمؤسسات المحيطة في المكان، وفق ما أكّد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، فيما أعلن رئيس مجلس الوزراء حسان دياب يوم غد الأربعاء يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار.
وانتشرت مشاهد مصوّرة تبيّن وجود جثث وسط الدمار، غير أنّ "العربي الجديد" لم يتمكّن من التأكّد من صحتها. فيما نقل"التلفزيون العربي" عن مصادر طبية لم يسمّها وقوع عشرة قتلى على الأقل حتى الآن.
وهرعت فرق الصليب الأحمر اللبناني إلى المكان لنقل الجرحى الذين لا يزال قسم منهم تحت الأنقاض، وطالب الصليب الأحمر من جميع المسعفين باستنفار عام والالتحاق بمراكزهم فوراً. فيما أوعز وزير الصحة اللبناني حمد حسن إلى جميع المستشفيات باستقبال الجرحى على حساب وزارة الصحة، وسط معلومات عن تخطي المستشفيات في بيروت قدرتها الاستيعابية.
وطاولت ارتدادات الانفجار مؤسسة كهرباء لبنان التي تضررت بشكل كبير، ومطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وبيت الوسط والأسواق التجارية في العاصمة، وغيرها من المراكز والمؤسسات المحيطة.
وكانت انتشرت معلومات أولية تشير إلى أنّ حريقاً طاول العنبر رقم 12 قرب أهراءات القمح في مرفأ بيروت داخل مستودع للمفرقعات، انفجرت كلّها وأدت ارتدادات الانفجار إلى إحداث دمار كبير في محيط الحادث.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مصوّرة تظهر اللحظات الأولى للانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، والذي أحدث حالة من الهلع في صفوف المواطنين نتيجة قوّته والمشاهد المرعبة للدمار الذي أحدثه.
اصوات المفرقعات قبل دويّ الانفجار الكبير pic.twitter.com/aTIFSw0okc
— ﮼مـصـدر ﮼مسـؤول (@MMas2ool) August 4, 2020
مواد شديدة الانفجار
وعلى الرغم من انتشار فرضية "انفجار مستودع مفرقعات نارية"، أكّد المدير العام للأمن العام اللبناني عباس إبراهيم، في أوّل موقف رسمي حول طبيعة الانفجار، أنّه "لا يمكننا استباق التحقيق، ونحن لا نقول إن الانفجار ناجم عن مفرقعات بل مواد شديدة الانفجار"، كانت مصادرة منذ سنوات.
— رَشٰاد | Rashad (@rashadkady) August 4, 2020
وفي هذا الإطار، تفقد وزير الداخلية اللبناني مرفأ بيروت قائلاً إن المعلومات الأولية تشير الى مواد شديدة الانفجار تمت مصادرتها منذ سنوات انفجرت في العنبر رقم 12.
من جانبه، أكد الرئيس ميشال عون أنه أعطى التوجيهات إلى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير، وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن.
ولم تعرف بعد حصيلة الضحايا، خصوصاً أنّ الانفجار حصل في توقيت خروج الناس من أشغالهم، وفي ساعات تكون حركة السير كثيفة. وقال محافظ بيروت في هذا السياق إن ما حدث "أشبه بتفجير هيروشيما ونغازاكي"، مشيراً إلى فقدان الاتصال بعناصر من فوج إطفاء بيروت.