في مخيّم شاتيلا

16 يناير 2016
(طفلة فلسطينية في تهجير حيفا عام 1948)
+ الخط -

تقفُ في القيظ أَمام "بيتها" في مخيّم شاتيلا
تقول لك العجوز السامقة التي خرجتْ من حيفا وعمرها تسعة أشهر
وهي الآن في الخامسة والستين: "عايشين بذلّ هون"...
في كلمتين
في لحظتين
تقول لك كل شيء

أنهرٌ من الندم
سنواتٌ طويلةٌ من العذاب
تغرق في الكلمتين.

تنظر إلى ظهرها المنحني
وتتذكّر أَشجار الصنوبر في الكرمل
تنظر إلى عينيها وتتذكّر سماحة الشاطئ
تشكو لك من ماء البحر المالح في الحنفيات
ولا تستطيع سوى أَن تبتسم وأَنت تفتح قلبك لهذه الطفلة الملتاعة
(أَنت تعرف أَنك قد لا تراها ثانيةً
وأَنك حين تعودُ إلى حيفا لن تجدها هناك).

ماذا قالت لك وهي تودّعك
ماذا وعدتها وأَنت تودّعها
كيف أَمكنك أَن تبتسم
دون اكتراثٍ لأسيجة الحدود الشائكة
وهي تلتفّ على قلبك - ومياه البحر مالحة؟


كيف أَمكنك
كيف أَمكنك
يا ابن الحرام!


اقرأ أيضاً: عزيزي غالب

المساهمون