وأعلنت الصين، الاثنين، إرجاء دورتها البرلمانية السنوية بسبب الفيروس، وذلك للمرة الأولى منذ عقود. وقررت بكين كذلك، وبشكل فوري، فرض "حظر شامل" على تجارة الحيوانات البرية وأكلها، التي يُشتبه بأن تكون السبب في تفشي فيروس كورونا الجديد.
واجتمعت اللجنة الدائمة في البرلمان الصيني، الاثنين، وصادقت على اقتراح بفرض "حظر شامل" على تجارة الحيوانات البرية، و"إلغاء العادة السيئة بالاستهلاك المفرط للحيوانات البريّة وحماية صحة الشعب وحياته بشكل فعال"، وفق ما نقل التلفزيون الحكومي.
وتصرّ السلطات الصينية على أنها تحقق تقدما في السيطرة على الفيروس، مشيرة إلى تراجع معدّلات الإصابات بفضل إجراءات منع السفر التي اتّخذتها، وإجراءات الحجر الصحي في بؤرة تفشي المرض ومحيطها.
وأعلنت السلطات في ووهان، اليوم، أنها عدلت عن قرارها السماح لبعض الأشخاص بمغادرة المدينة الخاضعة لحجر صحي والتي كانت بؤرة فيروس كورونا الجديد في الصين. وقالت بلدية المدينة، في بيان، إن الإعلان السابق عن السماح بمغادرة غير المقيمين للمدينة الخاضعة لحجر صحي منذ 23 يناير/كانون الثاني بشروط بات الآن لاغيا.
مخاوف من تحول كورونا إلى وباء
وعزز ارتفاع عدد الإصابات والوفيات الجديدة في أجزاء أخرى من العالم المخاوف بشأن احتمال تحوّله إلى "وباء"، مع بروز كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران خلال الأسبوع الماضي في واجهة انتشار المرض.
وأعلنت كل من أفغانستان والبحرين والكويت والعراق عن أولى حالات الإصابة بالفيروس لديها، بينما ارتفع مجموع عدد الوفيات في إيران إلى 12، وهو الأعلى خارج الصين. وشهدت كوريا الجنوبية ارتفاعا سريعا في عدد الإصابات منذ ظهرت مجموعة من الإصابات وسط طائفة دينية في مدينة دايغو (جنوب)، الأسبوع الماضي.
70 إصابة جديدة في كوريا الجنوبية
من جهتها، أعلنت كوريا الجنوبية تسجيل 70 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد، بعد ظهر الاثنين، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 833 مصابا ويجعل البلد أكبر بؤرة للفيروس خارج الصين.
الحصيلة الجديدة، التي نشرت على الموقع الإلكتروني للمركز الكوري للسيطرة والوقاية من الأمراض، ترفع عدد المصابين خلال الـ24 ساعة الأخيرة إلى 231، وهو الرقم الأعلى المسجل حتى اليوم.
وصباح الاثنين، تحدث المصدر نفسه عن 161 إصابة جديدة ووفاتين. لكن ارتفع عدد الوفيات منذ ذلك الحين إلى 7. وشهدت كوريا الجنوبية ارتفاعا سريعا لعدد الإصابات، حيث سجلت 700 حالة في أسبوع. ويرتبط أغلب المصابين بالفيروس بـ"كنيسة شينتشونجي ليسوع" في مدينة دايغو (جنوب).
وأعلن الرئيس مون جاي-إن، في عطلة نهاية الأسبوع، رفع درجة التأهّب من الفيروس إلى أعلى درجة (أحمر).
وفي إطار جهود احتواء الفيروس، تم تمديد عطل روضات الأطفال والمدارس على الصعيد الوطني، بينما تأجّل انطلاق موسم دوري المحترفين الكوري الجنوبي لكرة القدم، الذي كان مقررا في عطلة نهاية الأسبوع. وفي محطة القطارات السريعة الرئيسية في دايغو، المدينة التي تضج عادة بالحياة وتعد 2,5 مليون نسمة، لم يكن هناك سوى عدد ضئيل للغاية من الركاب.
وانتظر صف طويل من سيارات الأجرة خارج المحطة، بينما بدت الشوارع هادئة بشكل غير معهود، فيما ارتدى العدد القليل من الناس الذين كانوا في المكان أقنعة واقية وقفّازات.
رابع وفاة بكورونا في إيطاليا
وأما في إيطاليا، فتم تأكيد رابع وفاة بالفيروس اليوم الاثنين، ما عمّق المخاوف بشأن تفشّي الفيروس في أنحاء أوروبا.
وتوفي رجل مسن (84 عاما) في منطقة لومبارديا (شمال غرب)، وهو رابع ضحايا فيروس كورونا الجديد في إيطاليا، وفق ما أعلنت، الاثنين، وزارة الصحة في المنطقة. توفي الرجل ليلا في المستشفى، وهو ثالث ضحية في منطقة لومبارديا حيث فرض على قرى الحجر الصحي بهدف منع انتشار الفيروس.
وأصيب أكثر من 150 شخصا في إيطاليا، حيث تم تأجيل عدة مباريات لكرة القدم ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي.وتم كذلك تعليق مهرجان البندقية الشهير، فيما ألغيت عدة عروض أزياء ضمن أسبوع الموضة في ميلانو. وصدرت أوامر لأكثر من 50 ألف شخص في نحو عشر بلدات، في شمال إيطاليا، بالتزام منازلهم بينما أقامت الشرطة نقاط تفتيش لتطبيق الحظر.
وتوفي أكثر من 30 شخصا خارج الصين حاليا بعد إصابتهم بالفيروس، بينما أعلنت نحو 30 دولة عن تسجيل إصابات.
أكبر حالة طوارئ صحية
وأقرّ الرئيس الصيني شي جينبينغ، الأحد، أن الفيروس تحوّل إلى "أكبر حالة طوارئ صحية عامة" منذ تأسست الجمهورية الشعبية في 1949. وقال جينبينغ في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي "إنها أزمة بالنسبة إلينا واختبار كبير".
وقررت الصين، الاثنين، إرجاء دورتها البرلمانية السنوية بسبب فيروس كورونا الجديد وذلك للمرة الأولى منذ عقود. وأوضح التلفزيون الوطني أنه سيتم تحديد موعد جديد للدورة العامة للجمعية الوطنية الشعبية. ويمثّل هذا الاجتماع التجمع الكبير للنظام الشيوعي، وكان يفترض أن يفتتح في 5 مارس/آذار. غير أنّ ظهور فيروس كورونا الجديد قلب الجدول لهذا العام. وبدا أنّ جمع 3 آلاف نائب في قاعة الشعب الكبرى في بكين أمر غير وارد، في الوقت الذي لا يزال فيه جزء من البلاد تحت الحجر الصحي، وبينما يعيش جزء كبير من الصينيين في ظل تدابير الحجر الصحي الصارمة أو يختبئون في منازلهم خشية العدوى.
(رويترز، فرانس برس)