استمع إلى الملخص
- ناشدت الوزارة المجتمع الدولي للتدخل وإنقاذ المستشفى، مؤكدة أن العالم يقف متفرجاً على تدمير النظام الصحي واعتقال الطواقم الطبية دون تحرك.
- اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى، مما أدى إلى إصابة أفراد الطاقم الطبي وتعطيل محطة الأوكسجين، بينما يواجه أكثر من 160 جريحاً خطر الموت بسبب نقص المستلزمات الطبية.
أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّها فقدت الاتصال، اليوم الجمعة، بطاقم مستشفى كمال عدوان الذي يُعَدّ المستشفى الأخير العامل في شمال قطاع غزة، بعدما أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات في المنطقة. وكتب المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تدوينة على موقع إكس، أنّ "منذ ورود تقارير هذا الصباح عن هجوم استهدف مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، فقدنا الاتصال بالموظفين هناك".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد وصفت الوضع في مستشفى كمال عدوان الواقع شمالي القطاع، في وقت سابق من اليوم الجمعة، بأنّه "كارثي بكلّ معنى الكلمة"، بعدما اقتحمته قوات الاحتلال الإسرائيلي صباحاً. وأتى ذلك وسط قصف معادٍ متواصل وحصاره لساعات، في سياق العملية التي يشنّها الاحتلال على شمال القطاع منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في إطار حربه المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وناشدت وزارة الصحة في غزة، في بيان، "أحرار العالم" بذل كلّ الجهود الممكنة من أجل "إنقاذ ما يمكن إنقاذه في مستشفى كمال عدوان"، ثم أكدت أنها "لا تتفهم كيف يسمح العالم لنفسه بأن يقف متفرّجاً على أبشع إبادة جماعية وأوسع عملية ممنهجة لتدمير النظام الصحي وقتل واعتقال الجرحى والمرضى والطواقم الطبية من دون أن يحرّك ساكناً".
وفي تعليق على اقتحام المستشفى، وبالتزامن مع قصفه، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية في تصريحات إعلامية، اليوم الجمعة: "كنّا نتوقّع تلقّي مساعدات، لكنّنا تلقّينا دبابات"، مؤكداً أنّ دبابات الاحتلال تقصف كلّ أقسام المستشفى. وسأل عن القوانين الدولية التي تجيز استهداف مستشفيات مباشرة، مشدّداً على أنّ "هذه كارثة". كذلك سأل أبو صفية: "إلى متى سوف يستمرّ ذلك؟"، محذّراً من أنّ "ساعات قليلة تفصلنا عن موت هؤلاء الناس"، في إشارة إلى الجرحى والمرضى الذين يعانون حالات حرجة في المستشفى المحاصر.
Since this morning’s reports of a raid of Kamal Adwan Hospital in northern #Gaza, we have lost touch with the personnel there. This development is deeply disturbing given the number of patients being served and people sheltering there.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) October 25, 2024
Prior to this, @WHO and partners managed to… pic.twitter.com/KL5ElhoQia
ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية انقطاع الاتصال بمستشفى كمال عدوان بعد الهجوم عليه بأنّه "مقلق جداً، نظراً إلى عدد المرضى (والجرحى) الذين يتلقّون الرعاية فيه وكذلك الأشخاص الذين لجأوا إليه" طلباً للحماية بعدما هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية.
وأشار غيبريسوس إلى أنّ فريقاً من منظمة الصحة العالمية وشركائها وصل إلى مستشفى كمال عدوان، في وقت متأخر من ليل أمس، على الرغم من الأعمال العدائية في محيطه، وتمكّن من نقل 23 مريضاً و26 من مقدّمي الرعاية منه إلى مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة (شمال). أضاف أنّ الفريق وفّر 180 وحدة من الدم، إلى جانب مستلزمات خاصة بالإصابات الحربية والعمليات الجراحية وكذلك أدوية لأكثر من خمسة آلاف مريض. يُذكر أنّ مهمّة الفريق انتهت عند الساعة الثالثة والنصف من فجر اليوم الجمعة، بحسب التوقيت المحلي.
وأوضح المسؤول الأممي، في تدوينته نفسها، أنّ "مستشفى كمال عدوان كان يكتظّ بنحو 200 مريض (وجريح)، مشيراً إلى أنّ تدفّق الإصابات المروّعة مستمرّ، في حين كان المستشفى يكتظّ كذلك بمئات الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى". وإذ لفت غيبريسوس إلى أنّ "الوصول إلى المستشفيات في مختلف أنحاء قطاع غزة صار أكثر صعوبة بطريقة لا تُصدَّق، الأمر الذي يعرّض موظفينا لخطر لا لزوم له"، دعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار وحماية المستشفيات والمرضى (والجرحى) والعاملين في المجالَين الصحي والإنساني".
وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أنّ قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى كمال عدوان وهي في داخله، فيما تحتجز مئات المرضى وأفراد الطواقم الطبية ونازحين من جيران المستشفى وآخرين لجأوا إليه للاحتماء به من القصف المتواصل. وأضافت الوزارة أنّ المستشفى لم يتلقّ أيّ مواد غذائية ولا أدوية ولا مستلزمات طبية لازمة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى في المستشفى، مشدّدةً على أنّ الوضع فيه "كارثي".
في الإطار نفسه، أكدت مصادر طبية لوكالة الأناضول أنّ قوات الاحتلال اقتحمت ساحة مستشفى كمال عدوان بعد محاصرته لساعات، وكثّفت الآليات العسكرية إطلاق النار تجاه مباني المستشفى قبل اقتحامه، الأمر الذي أدّى إلى إصابة عدد من أفراد الطاقم الطبي.
وأضافت المصادر نفسها أنّ القوات الإسرائيلية قصفت محطة الأوكسجين الرئيسية في المستشفى وعطّلتها عن العمل، الأمر الذي يفاقم خطورة وضع المرضى الصحي. كذلك أشارت إلى أنّ تلك القوات احتجزت عدداً من الجرحى ومرافقيهم من الشباب الموجودين في حرم مستشفى كمال عدوان عقب عملية الاقتحام.
يُذكر أنّ مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش كان قد صرّح لوكالة الأناضول، أمس الخميس، بأنّ أكثر من 160 جريحاً ومريضاً في مستشفى كمال عدوان يواجهون "خطر الموت" من جرّاء شحّ المستلزمات الطبية والوقود بفعل الحصار الإسرائيلي.
(العربي الجديد، فرانس برس، الأناضول)