فوضى في أسواق السودان مع دخول شهر رمضان

29 مايو 2017
ارتفاع كبير في أسعار السلع (فرانس برس)
+ الخط -

شهدت الأسواق السودانية فوضى أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع، خلال الفترة الأخيرة، بسبب ضعف الرقابة، حسب مواطنين لـ "العربي الجديد".
وانتشرت في تقاطعات الطرق الرئيسية "أسواق رمضان" التي تباينت أسعارها، من دون تحديد سقف معين لها، في ظل عشوائية هذه الأسواق وعدم التزامها الضوابط القانونية.
وعلى الرغم من ذلك شهدت هذه الأسواق إقبالاً من المواطنين على عملية الشراء لتلبية احتياجات شهر رمضان.
وحسب تجّار لـ "العربي الجديد" ارتفع سعر كيلو اللحوم الحمراء إلى 110 جنيهات (الدولار = 6.4 جنيهات رسمياً) بدلاً عن 80 جنيهاً، أي بنحو 30 %.
كذلك ارتفع جوال السكر زنة 50 كليوغراماً إلى 600 جنيه، بالإضافة إلى زيادة أسعار الدجاج والدقيق والزيوت.
وطالب مواطنون الحكومة بإلزام التجار تحديد الأسعار لتحجيم الفوضى التي ضربت السوق ومواجهة جشع التجار.
وأكد المواطنون لـ "العربي الجديد" أن ارتفاع الأسعار فاقم أزماتهم المعيشية، لا سيما في ظل غياب أي دور حكومي لتوفير السلع بأسعار مناسبة.

وقال الموظف بإحدى الوزارات الطيب أحمد لـ "العربي الجديد" إن أحد أبرز أسباب ارتفاع الأسعار هو الطلب المتزايد من المواطنين على السلع بسبب تراجع بعض المؤسسات الحكومية عن تسليم موظفيها "مستلزمات رمضان" السنوية، والتي كانت توفرها المؤسسة العمالية سنوياً بالأقساط الشهرية على الراتب.
وأضاف أحمد أن هذا العام تراجعت بعض المؤسسات عن التزاماتها في شهر رمضان بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها.
وتابع أن المؤسسات التي صرفت "مستلزمات رمضان" هذا العام جاءت دون الطموح لغياب بعض السلع الأساسية من مكوناتها، والتي كانت تشمل السكر والزيوت والألبان والشاي والدقيق والمشروبات الرمضانية المحلية والمستوردة. واشتكت مواطنة أخرى، رفضت ذكر اسمها، من ارتفاع أسعار السلع الغذائية ومنها الدواجن والسكر والزيت، في الوقت الذي لم تدخل فيه أي زيادات للأجور.

وكانت شركات الدواجن قد اتفقت على رفع أسعار الدجاج والبيض قبيل شهر رمضان، ما دعا جمعية حماية المستهلك إلى أن تطلق دعوى لمقاطعة شراء الدواجن ومنتجاتها، إلا أن الحملة لم تحقق أهدافها في ظل الارتفاع المستمر لأسعار اللحوم الحمراء، ما اضطر المواطنين إلى اللجوء إلى اللحوم البيضاء.
وأرجع تجار الزيادة في الأسعار إلى كثرة الطلب على السلع ونفاد بعض الكميات من الأسواق، ما جعل العرض يقل عن الطلب المتزايد في موسم رمضان، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار، ما يزيد أسعار السلع المستوردة.

وعلى الرغم من تأكيدات بنك السودان المركزي ضخ كميات من النقد الأجنبي، فقد قفز سعر الدولار، خلال الأيام الأخيرة، إلى حدود 18.4 جنيهاً في السوق الموازية، بعد أن كان قد انخفض بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية، مسجلاً 17.4 جنيهاً، في حين يبلغ سعره الرسمي في البنوك 6.4 جنيهات.
وحسب جهاز الإحصاء الحكومي بلغ التضخّم في الأسعار نحو 34.8% في شهر إبريل/ نيسان الماضي.



المساهمون