فنّانو لبنان في أحضان النظام السياسي: نفوذ ومال..أين الجماهير؟

05 نوفمبر 2016
شاركت جوليا بطرس في جلسة انتخاب ميشال عون (يوتيوب)
+ الخط -
أطلق فنانون بعض الاغاني دعماً لسياسي أو نظام أو دولة. فيما ينأى القليل منهم بنفسه عن الدخول في هذا المعترك، وذلك لكسب رضى جماهيره.

في لبنان، يبدو أغلب فناني الصف الأوّل أصدقاء لكل السياسيين، وكل العهود مهما تبدّلت الأحوال. فخلال الوصاية السورية، كانوا أصدقاء الضباط السوريين، والطبقة الحاكمة. وبعد هذه الحقبة بقوا على علاقة ممتازة مع كل الأطراف، مهما تبدّل الحاكم، والحزب الأقوى.


من الفنانين الذين أثاروا جدلا واسعا بين جمهورهم الفنانة اليسا، المعروفة بتأييدها حزب القوات اللبناني وحبها لرئيسه سمير جعجع. وقد دفعت ثمن مواقفها التي تجاهر بها في التصريحات الإعلامية وعلى مواقع التواصل، فقد منعت من دخول سورية بعد أن دعمت موقف أصالة ضد النظام السوري، كما دعمت ترشيح جعجع لسدة الرئاسة. وهي لا تهادن في موقفها المتشدد ضد حزب الله ومشاركته في سورية. وقد شن جمهور 8 آذار الكثير من الحملات عليها على تويتر، خاصة بعد الفيديو الذي انتشر لها في إحدى الحفلات بعد أحد التفجيرات في الضاحية الجنوبية الذي أودى بالعشرات من اللبنانيين عندما قالت فيها: "هذه أول مرة لن أستنكر أو أتأسف.. ليرحم الله من مات ولبنان سيبقى وسنغني وإن شاء الله تكون حفلة ناجحة جداً". 

 

أما الفنان عاصي الحلاني فله أصدقاء في ميدان السياسة، هما وزيرا الداخلية السابقان زياد بارود ومروان شربل. كما أنه معروف بحبه لقوى 8 آذار لكنه رفض التهمة، وردد في أكثر من مناسبة أنه ينتمي إلى كل لبنان، إلا أنه غنى في سورية خلال مناسبة ذكرى انتخاب بشار الأسد رئيساً للجمهورية. وعيّنته الأمم المتحدة سفيراً للتنمية في لبنان.

 

الفنانة ماجدة الرومي تقلّبت في تأييدها للسياسيين، فهي التي غنت للعماد ميشال عون، قبيل انتهاء مرحلة الحرب اللبنانية "حاصر حصارك لا مفرّ"، انقلبت بعد اتفاق الطائف وباتت من مؤيدي رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. وتقربت بعد وفاته من عائلة الحريري، فشاركت في افتتاح "أسواق بيروت" بداية التسعينيات. كما هاجمت المعارضة البحرينية عبر "تويتر" الأمر الذي عرضها لحملة على مواقع التواصل. 

 


لا يفوّت الفنان راغب علامة فرصة للمجاهرة بأنه صديق كل السياسيين، وينشر دائما على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تجمعه بالساسة. فهو قريب في التفكير من قوى 14 آذار، وجار الرئيس سعد الحريري، كما طرح اسمه أكثر من مرّة في كواليس الإعلام والسياسة ليكون وزيراً للسياحة. كما امتدح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على اعتباره "ساهم في تثبيتهم داخل ملاك الدولة اللبنانية".

 

 

أما الفنانة نجوى كرم فلم تتردّد بتقديم أغنية لبشار الأسد وتقول كلماتها: "بدنا نحافظ عالشام اللي عمرها حافظ... بدنا الاستقرار ونبايع بشار"، وفي الوقت نفسه ترفع شعار "الجيش اللبناني" وتتغنى به وتذكره باستمرار في حواراتها الإعلامية. كما أنها معروفة بنفوذها لدى الزعماء السياسيين في لبنان، المحسوبين على سورية أو من هم في المقلب الآخر.

  

 

الفنان نقولا الأسطا لا يتردد بدوره في تلبية دعوة أي من الفريقين السياسيين لإحياء حفلة، وهو معروف بصداقاته مع السياسيين. إلا أنه اعتبر في إحدى المقابلات أن "كلام الفنان اللبناني في السياسة سيرتد عليه سلباً في هذه الأيام بسبب الانقسام العمودي الحاصل في البلد بين فريقين سياسيين، حتى نظرتهما إلى الوطن مختلفة، من هنا أنا لا أوافق أن يتكلم الفنان في السياسة".

 

 

عندما نتكلم عن الفنانين الذي يؤيدون قوى 8 آذار، نتكلم عن الفنانة جوليا بطرس فهي زوجة وزير التربية اللبناني الياس أبو صعب، كما زارت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عام 2006. وزارت بشّار الأسد في عام 2008. وغنّت بعد حرب تموز "أحبّائي" التي كتبها نصر الله في عناصر "حزب الله". 

 



أما ملحم زين على خطى بطرس، فهو قريب من قوى 8 آذار، ولديه أصدقاء سياسيون كثر. وفي إحدى المقابلات قال: "أنا عوني وغنيت للجنرال عون أغنية طل القائد عون الكل في ذكرى 14 آذار"، كما غنى لبشار الأسد "بدي غازل سورية... بدنا نشد الأيادي باسمك بشار ننادي".

 

 

الفنان معين شريف شارك في مظاهرة "طلعت ريحتكم" العام الماضي، وكان قريبا جدا من المتظاهرين الذين يهتفون ضد السلطة السياسية، وطالب بتغيير كل القوى السياسية والقضاء على الفاسدين داخل السلطة وخارجها، متسائلاً عن مستقبل أطفال لبنان وسط كل هذه التجاذبات. لكن في المقابل لم يسلم شريف من بعض الانتقادات التي تحسب عليه مواقفه السياسية وصداقاته مع العماد ميشال عون وزياراته المتكرّرة له. فيما توجّه بعض الناشطين السوريين إلى موقع فيسبوك يسألونه وزميله ملحم زين حول كيفية مناصرة الحرية في بيروت والامتناع عن دعم مطالب الشعب السوري بوجه نظام بشار الأسد. 

 

أما الفنان أيمن زبيب فحذا حذو شريف، فشارك في مظاهرة "طلعت ريحتكم" العام الماضي، وهو لم يتردّد يوما في الحديث عن الحرية في كل مقابلاته وغناء المواويل التي تمجد الحرية، إلا أنه في المقابل غنى لبشار الأسد "تزعل دني ترضى دني، بدنا نضل نحبك هيك... يا أسد ما بتنحني، حامل سورية بعينيك". وكشف عن انتمائه السياسي عدة مرات وحبه للعماد ميشال عون. ومعروف بقربه من السياسيين.


المساهمون