فنانون عرب أيدوا الأنظمة: التطبيل فنياً... مهما كان الثمن

06 سبتمبر 2017
غنت نجوى كرم للوليد بن طلال (فيسبوك)
+ الخط -
أخيراً، وبعد سنوات من منع الحفلات الغنائية والتضييق على الفنانين والفنانات، اكتشف النظام السعوديّ أن الأغاني قد تستخدم بشكل مباشر لأهداف سياسية. هكذا جنّد فنانيه المشهورين مثل رابح صقر، وليد الشامي، عبد المجيد عبدالله، ماجد المهندس، أصيل أبو بكر، راشد الماجد ومحمد عبده في الحرب ضدّ قطر، بعدما فشل جيشه الإعلامي في تحريض الرأي العام العربي ضد الدوحة. 


أغنية "علم قطر" التي حاول النظام السعودي استخدامها للهجوم على قطر، لم يكن أسلوباً جديداً، خصوصاً عند الأنظمة العربية. كما أنّ دخول فنانين "كبار" من أمثال محمد عبده أو رابح صقر أو راشد الماجد، في لعبة، وصفها الناشطون على مواقع التواصل بـ"الرخيصة" ليس جديداً على عدد كبير من فناني "الصف الأول" في العالم العربي. فالتطبيل لهذا النظام أو ذاك سمة مشتركة بين عدد كبير من الفنانين العرب من المشرق إلى المغرب في العقود الأخيرة. 


أوبريت اخترناه

عام 1999، وبعد "انتخاب" الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك لولاية رابعة غنّى له عدد من الفنانين الأوبريت الشهيرة بعنوان "اخترناه" والتي تقول كلماتها: "اخترناه اخترناه/ يوم ما عبر وقلوبنا معاه/ اخترناه اخترناه من أول كلمه سمعناه/ اخترناه اخترناه من أول عهده فهمناه/ اخترناه اخترناه/وعلى حياتنا استئمناه".. ومن بين المشاركين في أوبريت تبييض وتفخيم صورة الدكتاتور المصري، لطيفة التونسية، وأنوشكا، ومحمد الحلو، ونادية مصطفى.




كذلك فإن الوطنية ارتبطت طويلاً بشخص الزعيم أو الرئيس في العالم العربي. ليتحوّل هو إلى البطل المنقذ حتى في الظروف التي لا تحتمل مثل هذا التبجيل. على سبيل المثال الاغاني التي غنيت للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قبل وبعد النكسة... مثل أغاني عبد الحليم حافظ "يا أهلاً بالمعارك" التي يقول فيها "عبد الناصر حبيبنا... اطلب تلاقي 30 مليون فدائي". كما أن التطبيل لعبد الناصر في فترة صعود القومية العربية شمل كل دول العالم العربي تقريباً، فغنت له صباح مثلاً "أنا شفت جمال".






لكن منذ التسعينيات اتخذ التطبيل منحى مختلف تماماً، فقبلها كان التطبيل يتمّ بأغان مكتوبة وملحّنة بشكل جيّد من دون "رخص". لكن منذ عشرين سنة تدهور مستوى هذه الأغاني، فنجد مثلاً أغنية نجوى كرم للأمير السعودي الوليد بن طلال "طال عمرك"، فنراها واقفة إلى جانب صورة لصاحب شركة "روتانا"، وتخاطبه بشكل أقل ما يقال عنه إنه مهين.



أو مجموعة الأغاني التي شاهدناها منذ انطلاق الربيع العربي، للرئيس المصري مثلاً عبد الفتاح السيسي (تسلم الايادي تبقى المثال الأوضح)، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي تجنّد فنانون لبنانيون بالجملة للغناء له، بينما كان هو يواصل مجازره بحق السوريين. ومن بين من غنى للأسد ملحم زين، ومحمد اسكندر، ونجوى كرم، ومعين شريف.






(العربي الجديد)

















المساهمون