ماذا بعد الاستيلاء على ثروات العديد من الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين في فندق الريتز كارلتون، الكامنة داخل السعودية، والمتمثلة غالبيتها في سيولة نقدية وأسهم وأراض، وبعد اتفاق تسوية مع السواد الأعظم مهنم؟
يفتح ملف الأمراء ورجال الأعمال الموقوفين على ذمة قضايا فساد بالسعودية، تساؤلاً مشروعاً حول مصير الفنادق التي يمتلكها هؤلاء في بقاع عديدة في العالم ولا سيما أوروبا، لتبقى الخيارات مفتوحة تجاه ما ستقرر حكومة المملكة فعله بها عمليا، إذ ستضحي على موعد مع تغير ملاكها، حيث أشارت مصادر مطلعة لـ "العربي الجديد" إلى أن بعضا من الفنادق كانت جزءا من عمليات التسوية التي بموجبها تمت تحويل ملكيتها إلى الدولة، وأن البعض الآخر تحت المجهر ويتم التفاوض عليه مع باقي المتهمين.
لكن، ما هي الفنادق التي تسعى الدولة لبسط يدها عليها، وأين تقع؟
المصادر تقول إن باريس هي أكثر المدن التي يمتلك السعوديون فنادق بها، لا سيما من درجة الخمسة نجوم، لكن فندقين تطغى شهرتهما على الباقين لسببين أولهما، أن ملاكهما قطنوا، أو ما برحوا يقطنون الريتز كارلتون، ما زاد الشكوك حول ملكيتهما في الوقت الراهن، والآخر لقيمتهما وسمعتهما.
الأول، فندق دي كريون التاريخي، القابع قبالة ساحة كونكورد، قلب باريس النابض، والذي اقتناه الأمير متعب بن عبدالله في العام 2010 بمبلغ 328 مليون دولار، قبل أن يعيد ترميمه بين عامي 2013 و2017 ليظهر بوجه جديد، ولترتفع قيمته الفعليه إلى أكثر من 800 مليون دولار. وللفندق الذي تم بناؤه في عام 1758 قيمة تاريخية، كونه استضاف توقيع معاهدات واتفاقيات بين فرنسا ودول أخرى، كما تم إعدام الملك لويس السادس عشر، آخر ملوك فرنسا، في ساحة كونكورد قبالة المبنى.
وفي باريس أيضا، يتواجد فندق جورج الخامس، بالقرب من جادة شانزليزية الشهيرة، والذي أقترن أسمه بمالكه الأمير الوليد بن طلال، أكثر المتضررين من مساعي الحكومة لوضع يدها على ممتلكات المحتجزين، والذي قد تؤول ملكيته في وقت قريب إلى الدولة حسب مصادر سعودية.
ويمضي الوليد أكثر أوقاته خارج السعودية في ذلك الفندق، ولعل العديد قد رأوا الأمير في بهوه يقرأ الصحف أو يحتسي الشاي.
ليس ذلك كل ما تطمع المملكة به من أملاك الوليد، إذ يبقى فندق السافوي، أشهر فنادق لندن على الإطلاق. كما تنضح سويسرا بسلسلة فنادق يمتلك بن طلال نحو 50% منها عبر شركته، المملكة القابضة تتثمل في فنادق: فور سيزونز بيرجوجنيف وفيرمونت لا موتنر بالاس وسويس أوتيل متروبول وسويس أوتيل لا بلازا، وسويس إوتيل زيورخ، إضافة إلى خمس فنادق تابعة لسلسة موفنبيك الشهيرة.
أما في نيويورك فيمتلك الأمير المحتجز حصة في فندق بلازا الشهير، كما يملك فنادق عديدة تحت مظلة فورسيزونز في أفريقيا وآسيا وأوروبا.
ويتوقع مراقبون، أن تضع الحكومة السعودية يديها على المزيد من الفنادق التي تعود ملكية بعضها لوزراء بقوا في مناصبهم، في حين تعود ملكية فنادق أخرى إلى أفراد من الأسرة الحاكمة.
وبرزت أنباء، عن نية الحكومة الإبقاء على ملكيتها للفنادق المصادرة وعدم بيعها في الوقت الحالي، حيث يعتقد أن تندرج ضمن ممتلكات الصندوق السعودي للاستثمار.