لم يكن يعلم الشاب، إبراهيم سليم أبو سنينة، (17 عاماً) من بلدة العيزرية شمال القدس المحتلة، أنه سيتحوّل إلى ضحية العنصرية والتطرف الإسرائيليين، بعد ذهابه إلى التسوق من مركز تجاري إسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، برفقة اثنين من أصدقائه.
فقد ادّعت قوات الاحتلال، أن إبراهيم طعن اثنين من المستوطنين في المركز التجاري بمستوطنة "ميشور أدوميم" المشيّدة على أراضي الفلسطينيين شرق القدس المحتلة، إذ أطلق حراس المتجر النار اتجاه إبراهيم مما أدى إلى إصابته في قدمه اليسرى واعتقاله وصديقيه، أسد صب لبن، ونبيل مسالمة، فيما قامت شرطة الاحتلال باعتقال العمال الفلسطينيين داخل المستوطنة وقامت بالتحقيق معهم.
لكن عائلة الفتى، أبو سنينة، دحضت هذه الرواية، إذ أكد أحد أقارب أبو سنينة، ويدعى حسين أبو سنينة، وابن خالة إبراهيم، ويدعى مهدي أبو سنينة لـ"العربي الجديد"، كذب الرواية الإسرائيلية، ونفي العائلة الكامل لما اتهم به نجلها.
ووفقاً لروايتين متطابقتين من حسين، ومهدي أبو سنينة، فإن إبراهيم اعتاد وأصدقاؤه شراء بضائع من المركز التجاري في المستوطنة المذكورة، لكن العنصرية الإسرائيلية تأبى أن تحيل المشاكل بين المستوطنين لاتهامات ضد العرب، إذ حدث شجار بين اثنين من المستوطنين لا علاقة لإبراهيم به، وأن حراس المتجر أطلقوا الرصاص على قدم إبراهيم اليسرى بشكل متعمد لمجرد أنه عربي ودون مبرر، ولم يرتكب أي حادث طعن، على خلاف ما زعمته رواية الاحتلال.
وأكد مهدي أبو سنينة، أن والد أسد صب لبن، أكد للعائلة، أن ابنه اتصل به وهو في المركز التجاري، إذ اعتاد الشراء من المركز وهو معروف لمن يعمل فيه، ليخبره بأن شجاراً بين اثنين من المستوطنين قد حدث، وهو ما يؤكد عنصرية الاحتلال في التعامل مع الحادث.
واتهم أبو سنينة سلطات الاحتلال بممارسة التضخيم الإعلامي لما حدث مع إبراهيم، وتحويل مشكلة بين اثنين من المستوطنين إلى عملية طعن، فيما أشار إلى أن حالة إبراهيم الصحية مستقرة، ويقدم له العلاج اللازم في أحد المستشفيات الإسرائيلية في القدس الغربية، ويخضع صديقاه أسد ونبيل للتحقيق في مركز تحقيق المسكوبية في القدس.
ويروي مهدي حادثة حصلت مع إبراهيم، وكان يبلغ من العمر (5 سنوات) حينها، أثناء زيارته لشقيقه الأسير المحرر، سامر، في السجن في عام 2004 وهو في السجن، إذ تعرض إبراهيم إلى بتر أصابع قدمه اليسرى، وهي القدم ذاتها التي أصيب فيها اليوم، بعد أن أقدم أحد السجانين على إغلاق باب السجن على قدمه.
ولم تكتف قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص على إبراهيم وإصابته، بل اقتحمت، مساء اليوم، منزل عائلته وفتشته وخربت محتوياته، واعتقلت والده وثلاثة من أشقائه، هم: مراد، وطارق، وسامر وهو أسير محرر، أعقب ذلك اندلاع مواجهات عنيفة في محيط منزل العائلة، ثم امتدت إلى مدخل البلدة القريب من مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي الفلسطينيين، وبالقرب من مفرق كبسة.
بدوره، أفاد الناطق الإعلامي باسم لجان "المقاومة الشعبية" في قرى وبلدات جنوب غرب القدس، هاني حلبية لـ"العربي الجديد" أن "العشرات من الإصابات بحالات اختناق وبالرصاص المطاطي سجلت خلال هذه المواجهات، نقل منها اثنتين إلى المستشفى لتلقي العلاج".