فلسطينيو 48 لأهالي غزة: نصركم عيدنا

الجليل
نايف زيداني
نايف زيداني
صحافي فلسطيني من الجليل، متابع للشأن الإسرائيلي وشؤون فلسطينيي 48. عمل في العديد من وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمسموعة والمرئية، مراسل "العربي الجديد" في الداخل الفلسطيني.
29 اغسطس 2014
5BC9E0F3-B65E-4EDD-9976-076BB39A43EB
+ الخط -

لبّى فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948 دعوة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، اليوم الجمعة، وشاركوا في المهرجان الخطابي في قرية كابول في الجليل شمالي فلسطين احتفالاً بانتصار أهالي قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية على الاحتلال، مؤكدين للغزاويين من خلال الشعارات التي رفعوها، أن "نصركم عيدنا".

ورأت النائب في الكنيست الإسرائيلي، حنين زعبي، في كلمة لها، أن "غزة ورغم حصارها وانعدام سبل الحياة الطبيعية، قدّمت نموذجاً كيف تكون المقاومة". وأضافت "حماس حركة مقاومة، ولا تنتصر مقاومة من دون الشعب، والمقاومة مثّلت شعباً يتوق للحرية وللحياة"، مشيرة إلى أن "إسرائيل حاولت ضرب الوحدة وفصل الضفة عن غزة إلا أن الصمود وحّد غزة والضفة وعزز الوحدة الوطنية".

واعتبرت زعبي أن "الإنجاز الوحيد لإسرائيل هو ارتكاب الجرائم بحق آلاف الشهداء والجرحى واللاجئين، بينما المقاومة حققت انجازاً استراتيجياً بكل المقاييس، ووجّهت صفعة وضربة للغطرسة والعنجهية الإسرائيلية".

كما أكد رئيس القرية المضيفة صالح ريان، أن حق الشعب الفلسطيني وانتصار المقاومة وحّد فلسطينيي الداخل والفلسطينيين في كل مكان، وهو ما جمعهم في هذا المهرجان كباراً وصغاراً. أما رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد زيدان، فقال في حديث لـ"العربي الجديد" على هامش المهرجان إن "من حق فلسطينيي الداخل الاحتفال بهذا النصر حتى وإن لم يعجب ذلك إسرائيل".

وأضاف زيدان أن "هذا المهرجان يأتي احتفالاً بانتصار أهالي غزة الذي جاء بعد ثمن باهظ في ظل العدوان القذر الذي شنّته إسرائيل على غزة"، مشيراً الى أن "موجة التحريض علينا في الداخل، ولا سيما من قبل اليمين الاسرائيلي ومسؤولين وحاخامات، والتي يصفّق لها الكثيرون، أمر ليس بجديد علينا، ولكن من حقنا أن ندعم صمود وانتصار شعبنا وحقوقه، والهدف النبيل لشعبنا يستحق التضحية، وأقل ما نفعله بعد هذا النصر الأسطوري هو هذا الاحتفال".

من جهته، قال النائب في الكنيست الإسرائيلي عن "الحركة الإسلامية" الشيخ ابراهيم صرصور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "أمتنا اشتاقت لمصطلح النصر الذي غاب عن سمائها لعقود، وتحقق النصر في قطاع غزة بالذات له نكهة خاصة، رغم الخلل في موازين القوى".

واعتبر صرصور أن "هذا الأمر أكد أن الأمة فيها القوة لتحقيق المعجزات إذا امتلكت الإرادة والتنظيم والايمان بقضيتها، وهذه الثقافة يجب أن تتسع لتشمل الأمة لتتهيأ لانتصار شامل"، مشيراً الى أن "هذا هو الدرس المستفاد من النصر العظيم الذي تحقق في غزة".

وشدد على أن الأمة لا يمكن أن تنتصر إلا وفقاً للقاعدة التي أدت الى انتصار المقاومة.

وأضاف "علينا أن نشطب إسرائيل ومن يتحدث باسمها وما تفكر به، من قاموسنا بشكل نهائي، وعندما نفكر بخياراتنا الاستراتيجية فيجب أن نلغي إسرائيل وأميركا من حساباتنا بشكل كامل، ونفكر بشكل مستقل ما الذي يخدم قضايانا وفي صلبها قضيتنا الفلسطينية وقضايانا العربية".

وإذ شدد على أن "الأمة العربية بحاجة إلى وحدة جغرافية وسياسية"، قال إن هذه الأمة "لا يمكن أن تتحد إلا على قاعدة هذا الفكر الذي أدى للانتصار في غزة، الذي يجب أن يتحول إلى ثقافة تتعزز في كل أمتنا، وأعتقد أن العقبة في وجه اتساع هذه الثقافة هي أنظمة الاستبداد والفساد في العالم العربي التي يجب أن تزول".

أما رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، الشيخ رائد صلاح، فأعرب لـ"العربي الجديد" عن اطمئنانه في أعقاب انتصار المقاومة الفلسطينية وأهالي غزة. وقال "إن غزة العزة نجحت بصمودها في أن تؤكد أن مسيرة الشعب الفلسطيني دخلت في مرحلة جديدة، فقد انتهت تلك المرحلة المستضعفة التي كان يكفي فيها لسيارة احتلال واحدة أن تغلق الخليل أو خان يونس أو أي بلدة فلسطينية، وها هي غزة العزة تؤكد أن كل يد ستمتد على الشعب الفلسطيني ستكسر وكل عصا ستحطم". وأضاف "الشعب الفلسطيني وقف على قدميه يتمتع بسيادة وحرية وكرامة، وسيبقى يحقق انتصاراً بعد انتصار كمقدمات لتحرير القدس والمسجد الأقصى، وهذا ما أراه في هذا الانتصار الذي سمّاه البعض تاريخياً وآخرون سمّوه أسطورياً ولم يبالغوا".

واعتبر أن "غزة المحاصرة، ورغم التآمر عليها، تمكنت من مواجهة العتاد الإسرائيلي المدعوم من قبل الولايات المتحدة والغرب وبعض المتآمرين العرب، وهي كانت أقوى من كل حشودهم التي بنيت على باطل"، خاتماً حديثه بالقول "إن هذا يجعلنا نستبشر خيراً بأن الحق الفلسطيني لن يضيع، ولا حق اللاجئين ولا أسرى الحرية ولا حق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

من جهته، شرح الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح، لـ"العربي الجديد"، أهمية البيان الذي وقّعته قيادات فلسطينيي الداخل قبل أيام قليلة تأكيداً على دعم مطالب الشعب الفلسطيني.

ولفت عبد الفتاح الى أنه "للمرة الأولى يصدر بيان عن قيادات الجماهير العربية في الداخل لدعم مطالب عينية محددة للحركة الوطنية الفلسطينية، تتعلق بمطالب المقاومة الفلسطينية في ظل العدوان الإرهابي الصهيوني على قطاع غزة". وتابع: "أكدنا أننا جزء حي وفاعل من الشعب الفلسطيني وهذا ما يجب على إسرائيل أن تفهمه، فلا تستطيع تحييد دورنا وثقلنا، وطاقاتنا التي يجب أن نستغلها".

وأضاف عبد الفتاح "المعركة لم تنته، فالاحتلال لا يزال قائماً وكذلك نظام الـ"أبرتهايد"، وجئنا للمهرجان للتأكيد على استمرارنا في مقاومة الاحتلال حتى إسقاطه". وأشار الى أن "إسرائيل تحرّض من دون سبب، وكل نضالنا بالنسبة لهم إرهاب، ولكننا نؤكد أنه شرعي من أجل السلام القائم على الإنصاف، وعلى المجتمع الاسرائيلي أن يفهم أن لا خيار أمامه الا التنازل عن فاشيته وعنصريته واحتلاله".

يشار إلى أن المهرجان شهد كلمات مثّلت مختلف القوى السياسية والاسلامية في الداخل الفلسطيني.

ذات صلة

الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
المساهمون