وانطلقت المسيرة من منطقة وادي العين وطافت القرية وصولاً إلى بيت عائلة حسن القصيني المهجرة، ورفع المشاركون أسماء شهداء عام النكبة وثورة 1936.
وبقي في طيرة حيفا عائلة واحدة عربية منذ النكبة، وهي أم حسين الباش الفلسطينية الصامدة رغم كل محاولات التهجير.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد" قال حسن قصيني من لجنة مهجري الطيرة، المقيم في حيفا "قمنا بتنظيم مسيرة سابقة لأهالي الطيرة فقط، الطيرة تعني لنا الأرض والوطن والبيت وعندما أزورها ينتابني شعور غريب لا يوصف، وأوقن أن العودة حق لنا ولا سلام دون عودة".
من جانبه، قال الناشط الإعلامي تيسير علو، المقيم في الإمارات والمهجر من طيرة حيفا، وهو من مواليد اليرموك ومؤسس موقع طيرة حيفا نت "تتمثل أهمية هذه المسيرة اليوم في التمسك بحق العودة والمطالبة به مهما طالت السنين، واستحضار هذه الذكرى ومحاولة إيصالها إلى الأجيال المستقبلية دون نقصان أو تأويل".
وأضاف "العودة ولو رمزياً لطيرة حيفا وباقي القرى الفلسطينية تترسخ عاما بعد عام في الأذهان، بازدياد عدد المشاركين، إضافة لوجود الجيل الشاب في المسيرة التي تحمل قيماً وطنية للأجيال الشابة حول حق العودة للقرى المهجرة، وهذا يفند مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون". مسيرة العودة تطلق مقولة "الشباب مستمرون ويطالبون بحق العودة لجميع الفلسطينيين".
بدوره قال جهاد أبو ريا من جمعية فلسطينيات: "الساحل الفلسطيني من حيفا جنوباً تعرض لعملية تهجير، ولطرد ومجازر وعمليات إعدام (..)، وهذه المسيرة التي نبدأها بالطيرة لنؤكد أنه لا يمكن الوصول إلى حل دون عودة اللاجئين إلى بيوتهم من أهالي الطيرة".
وتابع "هذا النشاط هو رسالة للسياسيين ولكل العالم بأن حق العودة مقدس لا يمكن المساس به، وأنه جزء من الحل المتمثل في عودة الفلسطينيين إلى ديارهم".
أما رشاد الهندي، المهجر من طيرة حيفا والمقيم في ألمانيا فقال لـ"العربي الجديد": "هذه أول مرة أزور فيها طيرة حيفا بلدي، وأشارك في المسيرة، إنني أعرف كل هذه المناطق بروحي ومن خلال حكي جدتي، وبعد هذه الزيارة آمل أن أستطيع العودة إلى وطني بشكل دائم".
وفي سياق متصل، لم يفوت فتحي أبو رضا من مشروع "فلسطين الذاكرة" الفرصة لعرض صور عن طيرة حيفا، وقرى مهجرة أخرى داخل بيت عائلة القصيني المهجرة.
وشمل برنامج المسيرة أنشطة فنية متنوعة على أنقاض القرية المهجرة إلى جانب البيت المهجور لعائلة حسن القصيني، منها فقرة ملتزمة مع علاء عزام الفنان ابن قرية صفورية المهجرة، وكذلك فقرة أدبية للشاعر الفلسطيني سامي مهنا ابن البقيعة تلا فيها أشعارا عن العودة.
كما تم عرض فيلم وثائقي بعنوان "حفنة تراب" عن طيرة حيفا. ورسومات للفنانة الفلسطينية سومر سلام، ابنة قرية الطنطورة المهجرة المقيمة بالجزائر.