فرنسا: ناخبو اليمين والوسط يختارون بين فيون وجوبيه للرئاسة

باريس

عبد الإله الصالحي

avata
عبد الإله الصالحي
باريس

محمد المزديوي

avata
محمد المزديوي
27 نوفمبر 2016
C37A6AE1-1DE5-486B-B18F-71D54A59D255
+ الخط -

انطلقت، منذ صباح اليوم الأحد، عملية التصويت في الدورة الثانية للانتخابات التمهيدية في اليمين والوسط للاختيار ما بين فرانسوا فيون وألان جوبيه مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وسيكون على الناخبين الذين صوتوا بكثافة لصالح فيون في الدورة الأولى، الأحد الماضي، بنسبة بلغت 44 في المائة، وعلى جوبيه بنسبة 28 في المائة، أن يؤكدوا هذه النتيجة أو يعدلوها لصالح أحد المرشحَيْن المتنافسين.

وحسب رئيس اللجنة التنظيمية للانتخابات التمهيدية، تيري سولير، فإن عدد المصوتين في هذا الاقتراع، في 64 في المائة من إجمالي مكاتب الاقتراع، بلغ عند منتصف النهار مليونا و217 ألف ناخب، ما يشكل ارتفاعا بنسبة 13 في المائة مقارنة بنسبة المشاركة في الدورة الأولى الأحد الماضي.  

ويخوض فيون هذه الانتخابات بحظوظ وافرة في النجاح، لكونه يمتلك 16 نقطة زيادة عن جوبيه، كما أنه يتمتع بدعم مناصري الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، الذي أقصي بصورة مفاجئة في الدورة الأولى.

وأعلن المرشحان السابقان برونو لومير وجان فريديريك بواسون، أيضا، دعمهما لفيون، الذي تلقى، كذلك، دعما كبيرا من القاعدة المسيحية، وبات يستميل جزءا من قاعدة اليمين المتطرف، بعد أن أشهر رفضه الصارم أخيرا لفكرة الهوية الثقافية المتعددة لفرنسا.

ويأمل جوبيه، الذي حظي بدعم المرشحين السابقين ناتالي كاشيشكو موريزي وجان فرنسوا كوبي، في استنفار شريحة واسعة من ناخبي اليمين والوسط، كما أنه يخوض المنافسة بدعم من ناخبي الوسط، الذين دعاهم رئيس الحزب الوسطي، فرانسوا بايرو، للتصويت له.

ويراهن جوبيه على دعم شريحة الموظفين في القطاع العام الذين يفوق عددهم 6 ملايين شخص، بعد أن وعد فيون، خلال مناظرته التلفزيونية الأخيرة، بطرد نصف مليون موظف، وتقليص ميزانية الخدمات العامة في حال فوزه بالرئاسة. 

ويبقى المفتاح الأساسي الذي قد يحسم في نتيجة هذا الاقتراع هو حجم المشاركة التي بلغت رقما قياسيا في الدورة الأولى الأحد الماضي، أي 4 ملايين و300 ألف ناخب، كما تُطرح علامة استفهام كبيرة حول الناخبين اليساريين الذين بلغت مساهمتهم في الدورة الأولى نسبة 15 في المائة من المصوتين، وعن هوية المرشح الذي سينال أصواتهم بعد أن كانوا قد دخلوا على خط الدورة الأولى لسد الطريق على ساركوزي بالأساس. 

ويبدو أن كثيرا من وسائل الإعلام الفرنسية حسمت أمرها، واختارت فرانسوا فيون فائزا في هذه الانتخابات، فصحيفة "لوجورنال دي ديمانش" عنونت صفحتها الأولى بما يشي بأن الأمور حُسمت لصالح فيون، وكتبت: "فيون في الطريق المستقيم"، واعتبرت أنه "المرشح الأوفر حظا، ويأمل في الفوز على ألان جوبيه".

صحيفة "لوباريزيان" تحدثت، من جهتها، عن زيارة النائب البرلماني، تيري مارياني، المقرب من فرانسوا فيون، إلى موسكو، وأوردت جوابه على سؤال: "ما الذي تفعله في بلد بوتين، الذي قدّم دعمَه للمرشح فرانسوا فيون؟"، بالقول: "أنا هنا من أجل تلقي الأوامر". 


كما تتحدث الصحيفة اليمينية عن معظم المراهنين في فرنسا الذين يرون فيون رئيسا للجمهورية الفرنسية، بل وأصبحوا يتجادلون في اسم رئيس الحكومة، هل هو كزافيي برتراند أم جيرارد لارْشي، أم برونو ريتايّو؟.

أمّا صحيفة "ليبراسيون" اليسارية، فرغم أنها لا تُخفي حظوظ فرانسوا فيون الكبرى، إلا أنها ركّزت على "روح الهزيمة التي تنتاب أيتام نيكولا ساركوزي".

موقع "أتلانتيكو" المقرب من اليمين المسيحي نشر مقالا لأستاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات السياسية في غرونوبل، فانسان تورنيي، يدعم فيه المرشح، فرانسوا فيون، بعنوان: "هل لنا الحق في أن نكون رجعيين؟"، كما نشر حوارا مع النائب الاشتراكي المقرب من مانويل فالس، مالك بوتيح، يشدد فيه على أن "الاندفاع إلى الخرقة الحمراء، وتشييد حملة ضد فرانسوا فيون، لوحده، هذا ما يُسمَّى حملة الخاسرين".

أما موقع "ميديا بارت" الإخباري المستقل فحذّر من "صدمة فرانسوا فيون الليبرالية"، ورأى في صعود فيون "انتقام فرنسا الأجراس"، أي فرنسا المسيحية المحافظة.

وحذّر "ميديا بارت"، في المقال الذي حمل توقيع لوسي ديلابورت، من "مختلف مصادر الدعم المسمومة التي تتقاطر على المرشح فرانسوا فيون، إن من طرف الساركوزيين أو من أقصى اليمين". 

ونقرأ في المقال، أيضا، أن فيون يدافع عن فرنسا "كاثوليكية وبطريركية، فرنسا التي تمقت فتح الزواج أمام المثليين، والتي ترى في الإسلام تهديدا خارجيا، بشكل دائم"، وتضيف ديلابورت: "لقد عرف فيون أبعد من مقترحاته الاقتصادية الليبرالية المتشددة، كيف يَظهر بمظهر  المدافع عن فرنسا التي سئمت من يريد إفسادَ (روايتها الوطنية)، فرنسا التي لا تزال تؤمن بأن لها شيئا فريدا تقولُهُ للعَالَم". 



ذات صلة

الصورة

سياسة

خرجت تظاهرات في باريس ضد تنظيم شخصيات يمينية متطرفة حفلاً لجمع التبرعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كان من المقرر أن يشارك به سموتريتش.
الصورة
معرض يورونيفال في فرنسا، 27 أكتوبر 2008 (Getty)

سياسة

بعد منع فرنسا مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة يوروساتوري، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال.
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة

سياسة

اتجه الكويتيون، اليوم الخميس، إلى مراكز الاقتراع 2024 التي فتحت أبوابها عند الساعة الـ12 ظهراً بالتوقيت المحلي، لانتخاب مجلس الأمة (البرلمان) 2024.
المساهمون