فتى ينقذ رجلاً من الانتحار

05 سبتمبر 2017
كان موته محتوماً (ديفيد ماكنيو/ Getty)
+ الخط -
أدرك الفتى ديزموند باول (17 عاماً) بسرعة أنّ رجلاً يجلس على حافة الجسر كان ينوي الانتحار، وهو ما دفعه إلى فتح حديث معه. هذه القصة التي حدثت في مدينة مانشستر في ولاية نيوهامبشر الأميركية عرضها موقع مجلة "ريدرز دايجست" كاشفاً من خلالها أهمية المبادرة إلى المساعدة مهما بدت القدرة على ذلك ضعيفة أو غير فعالة في البداية، فحتى الكلمة تفيد أحياناً.

كانت الساعة التاسعة مساء في ليلة مظلمة حارة عندما كان باول يمشي وحيداً عائداً إلى منزله من مباراة كرة سلة. كان يتطلع للوصول إلى المنزل وتناول العشاء. لكنّه في منتصف الطريق تنبّه إلى شخص يدلّي رجليه من حافة الجسر فوق نهر ميريماك، وهو الجسر الذي يرتفع أكثر من ثلاثين متراً عن النهر.

يقول باول: "في البداية ظننته يجلس لا غير، لكن ما إن اقتربت حتى سمعته يغمغم، ثم بوضوح سمعته يقول إنّه يريد القفز". كان عشرينياً نحيلاً يرتدي ملابس داكنة، ويضع قبعة بيسبول فوق شعره الأحمر. سأله باول عما يفعل، فأجاب ببساطة: "أريد أن أقفز". كان صوته يحمل كثيراً من الألم بحسب باول الذي يقول: "كان يريد فعلاً القفز، فقد كان يشعر أنّ الانتحار هو كلّ ما بقي له". سعى الفتى إلى التقرب منه، فسأله: "هل لديك أيّ أطفال؟". ومن دون أن يلتفت إليه رفع الغريب هاتفه حيث ظهرت صورة ابنته. فقال له: "فكر في خسارتها والدها في عمر صغير كهذا وكيف سيؤثر ذلك فيها".

يشير إلى أنّه تحدث معه طوال 10 دقائق كان فيها الغريب ينتحب بين كلمات قال فيها: "أمر بأوقات عصيبة، ليس بإمكاني أن أجني أيّ مال. أجوع طوال الوقت، كما أنّي مدمن على الهيرويين، ولا أحد يهتم أبداً بحياتي".

أكد له باول أنّه يهتم بها وأنّ كثيرين غيره يهتمون أيضاً. شيء ما في هدوء باول وحديثه المتناسق جعل الغريب يلتفت ناحيته وينظر إليه. هنا كان الفتى قريباً منه وكان في إمكانه أن يضع يده لإنقاذه في حال قفز، لكنّ باول أراد له أن يعرف أنّه في هذا المكان لأجله.

وبالفعل، ترك الغريب الحافة وعاد إلى الرصيف بمساعدة باول الذي صرّح له باسمه بعدما عرض عليه أن يطعمه. في مطعم الوجبات السريعة، وبينما كانا يتحدثان عن قصة الغريب، اقترح أحد الأشخاص الذين كانوا حاضرين الاتصال بالشرطة. في هذه اللحظة هرب الغريب، لكنّ باول بحث عنه حتى وجده في مكان قريب.

هنا كانت المفاجأة أنّ الغريب نفسه طلب من باول أن يتصل بالشرطة كي يحصل على مساعدة. انتظرا معاً بعد الاتصال حتى حضرت الشرطة واقتادته من دون أن يعرف اسمه. لاحقاً تلقى ديزموند باول تكريماً من شرطة مانشستر على استجابته الفعالة تلك في مساعدة شخص من الانتحار.
دلالات