يبدو المغرب غير مبالٍ بالنقاش الدائر في بريطانيا حول استفتاء الغد، فلم ينشغل به الفاعلون السياسيون والاقتصاديون، ولم يلتفت إليه الإعلام المحلي كثيراً. ويأتي ذلك رغم أن البيانات الرسمية تشير إلى أن بريطانيا تعتبر سابع زبون للمغرب على الصعيد العالمي والرابع على مستوى الاتحاد الأوروبي، حيث إن المبادلات التجارية وصلت، في العام الماضي، إلى 1.4 مليار دولار.
وتعد بريطانيا من أهم مزوّدي المغرب بالسيارات، وأجزاء الطائرات، والمنتجات الصيدلية والبترولية، فيما يصدّر المغرب إلى البلد الأوروبي السيارات والملابس والألياف وغيرها.
ويتساءل الباحث عثمان مكتوم في تحليل أعده مؤخراً، حول مستقبل التجارة بين البلدين في حال اختار البريطانيون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مرجحاً أن يعمد إلى إعادة اتفاق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، كي يأخذ بعداً ثنائياً.
وتأتي بريطانيا في المرتبة الرابعة على مستوى استثمارات المغاربة في الخارج، حيث مثلت في 2013، حسب بيانات رسمية، حوالي 120 مليون دولار، بنسبة 5.5%، مقابل 600 مليون دولار في فرنسا، التي تمثل 28.9% من مجمل الاستثمارات.
وتحظى المنتجات التي يتبادلها البلدان بإعفاء من الرسوم الجمركية، بحكم اتفاق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، فالسيارات الأوروبية تدخل السوق المغربي معفاة تماما من تلك الرسوم.