غونزالو تفاريش... رائد القصة القصيرة جداً في البرتغال

04 مارس 2016
الكتابة هي متنفسه الوحيد (مواقع التواصل)
+ الخط -

تعتبر البرتغال من أهم الدول الأوروبية، التي أنتجت رصيدا ثقافيا مهما، في جميع المجالات، لكن المجال الأدبي يأخذ حيزا كبيرا خاصة في الرواية، والمسرح، والقصة، والقصة القصيرة، والقصة القصيرة جدا.

هذه الأخيرة وجدت صدى واسعا لدى القراء البرتغاليين لأنها تعبر عن آمالهم وآلامهم، ولها دلالات عميقة يعيشها الإنسان البرتغالي بشكل خاص والإنسان بشكل عام، ما أن نقول القصة القصيرة جدا في البرتغال، إلا ويتبادر إلى ذهننا اسم غونزالو تفاريش.

فمن يكون غونزالو تفاريش؟

ولد غونزالو عام 1970 في العاصمة الأنغولية لوندا، أيام كانت أنغولا ترزح تحت الاستعمار البرتغالي، بدأ الفتى غونزالو في اكتشاف محيطه المليء بالتناقضات، فمثلا لون غونسالو أبيض ولون الساكنة أسود وهو اختلاف كبير، سيحس به.

لم يطل المقام بغونزالو، فسرعان ما سيشد الرحال إلى بلده الأم البرتغال، رحيله جاء بعد استقلال أنغولا عن البرتغال، فقررت العائلة أن تسافر إلى البرتغال، وبالضبط إلى مدينة لشبونة التي بدت لغونسالو غريبة وبدا هو الآخر غريبا عنها، لكن الفتى بدأ يتأقلم شيئا فشيئا، وسرعان ما اندمج مع محيطه.

درس غونزالو كل المراحل الدراسية، إلى أن حصل على الدكتوراه في الأدب، وكان موفقا في أن أصبح أستاذا جامعيا بنفس الجامعة التي درس بها، لكن شهرة غونزالو لدى عامة الشعب البرتغالي، تكمن في كونه كاتبا، اعتبره القراء أحد الرموز الأدبية الشابة في البرتغال وخارجها.

كتب من الواقع البرتغالي، فكانت نصوصه خير معبر عن هموم الشعب، حيث خلق نصوصا، وجعل شخصياتها الرئيسية سادة، كتب أول مجموعة قصصية قصيرة جدا عام 2003 بعنوان "السيد هنري"، وتلا ذلك مجموعته الأخرى عام 2004 تحت عنوان "السيد بريشت"، وختم آخر مجموعة له بعنوان "السيد إليوت"، وهنا تنبغي الإشارة إلى أن المجموعة القصصية القصيرة جدا قد بدأها غونزالو منذ عام 2004 وكانت آخر عمل له وهو السيد إليوت عام 2010.

تعبر هذه القصص القصيرة جدا عما يصطلح عليه بالنكتة التي يخرج فيها القارئ بميزتين وهما: الضحك، والعبرة، وعناوين تلك القصص عناوين دالة ومضامينها مقتضبة، نأخذ على سبيل المثال عناوين نصوصه: العلماء، عاطل عن العمل، رفقة أبنائه، رجل سيئ التربية، هذه النصوص لفتت انتباه المترجم المغربي سعيد بنعبد الواحد، وقد ترجمها إلى اللغة العربية، ترجمة غاية في الجودة.

إلى جانب القصة القصيرة جدا، برع غونزالو في كتاب الرواية، والرواية التي نالت إعجاب القراء هي رواية "القدس" عام 2004، بفضل هذه الرواية سيحصل غونسالو على جائزتين وهما: جائزة جوزيه ساراماغو عام 2005 وجائزة البرتغال تيكلوم 2007.

ما زال غونزالو يكتب، والكتابة هي متنفسه الوحيد، الكتابة لأنها تعيد الإنسان إلى الحياة، إن القصة القصيرة جدا أساسها الاقتضاب، الذي يعد أحد أهم أركانها، والعبرة هي ما تبحث عنه، فعمل بذلك غونزالو وأنتج نصوصاً ستظل في ذاكرة القراء البرتغاليين، وستسنح الترجمة للقراء العالميين أن يقرأونها بلغتهم الأم.

(المغرب)

دلالات
المساهمون