غزة محط اهتمام دولي... في انتظار نتائج التحركات

07 سبتمبر 2017
السنوار مستقبلاً ماورير يوم الثلاثاء في غزة (علي جدالله/الأناضول)
+ الخط -
بات قطاع غزة ومعه الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة، في الأسبوع الأخير، محط اهتمام دولي ملحوظ، بعد زيارتين من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، بيتر ماورير، ما يُعطي انطباعاً بوجود تحرك تجاه القضايا العالقة في المنطقة. لكنّ الأمين العام للأمم المتحدة تجاهل في غزة حكامها الفعليين، أي قادة حركة حماس، فيما التقاهم الثاني لهدفين اثنين؛ الأول يتمثل في مناقشة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة لمليوني فلسطيني، والثاني يتعلق بالحديث عن قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس.

ولا يُعرف بالتحديد ما الذي دار بين قائد "حماس"، يحيى السنوار، وماورير. فاللقاء كان مغلقاً وبعيداً عن الأضواء الإعلامية. وخرج الأخير بمؤتمر صحافي مقتضب، أكد فيه الحاجة إلى إنهاء المعاناة في غزة وتعهد باستمرار تقديم "الصليب الأحمر الدولي" الدعم للأسر الأكثر حاجةً في القطاع المحاصر. واستبق السنوار الزيارة بإعلان موقف قبل أيام، خلال لقاء مع الصحافيين، أكد فيه أنّ لا معلومات ولا مفاوضات بشأن الإسرائيليين الذين تأسرهم "حماس" في غزة، قبل إطلاق سراح 54 أسيراً فلسطينياً أعيد اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011.

ويقول القيادي في حركة حماس، عضو كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي، يحيى موسى، لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه الزيارات ليست الأولى من نوعها، إذ جرت العديد من الجولات لمسؤولين أممين وشخصيات بارزة وجميعها كانت في إطار الأعمال الروتينية والخطط الاعتيادية لهذه المؤسسات الدولية. ويوضح أنّ جميع هذه الزيارات كانت روتينية بحتة ولم يأت أي منها بثمار، وفي مجملها كانت من أجل القيام بعمليات رصد للأوضاع المعيشية والأمنية والثقافية والبيئية في القطاع المحاصر إسرائيلياً للعام الحادي عشر على التوالي. ويؤكد القيادي في "حماس" على أن القرار الدولي لا يزال مهيمناً عليه من قبل الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الذي يتغلغل فيه الاحتلال داخل أروقة هذه المؤسسات الدولية والأممية، إذ تحولت لمنظمات لا تقوم بدورها وتعمل لصالح القوى العظمى، وفق تعبيره.

وعن الربط بين زيارة المسؤولين الدوليين وملف التهدئة والأسرى المحتجزين لدى "حماس" في غزة، يرى موسى أن ذلك يظهر مدى الأولوية التي يعمل بها مسؤولو هذه المؤسسات وأنهم مجرد مندوبين للدفاع عن مصالح الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة لكونهم غير منصفين، على حد وصفه. ويشير إلى أن إجمالي هذه الزيارات الذي شهدها القطاع أخيراً، من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" وغيرهما من المسؤولين الدوليين، ليست بالكافية، وينبغي أن يكون هناك دور مضاعف عبر محاولة العمل على السلم وحقوق الإنسان وردع الاحتلال ومعاقبته على جرائمه، وفق تأكيده.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ القطاع يشهد اهتماماً واضحاً ومركزاً ومثيراً للجدل من قبل ممثلي بعض المؤسسات الدولية التي تربطها علاقات وتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي. ويقول إنّ هذه الزيارات تأتي لجس النبض والاطلاع عن كثب على ما يجري في القطاع، خصوصاً في ظل قيام الاحتلال بمناورات كبرى وتشديده للحصار وعزمه على بناء الجدار الخاص بالأنفاق الأرضية والذي يخشى أن يكون مقدمة للمواجهة المقبلة. ويلفت إلى أن هذه المؤسسات وعبر زيارات مسؤوليها للقطاع تحاول العمل في ملفين، هما ملف التبادل الخاص بالجنود الأسرى، والتهدئة، إذ تسعى للعمل على إحداث تقدير موقف ولفت الانتباه إلى واقع غزة، وفق تعبيره.

ويضيف المدهون أن تكرار هذه الزيارات واللقاءات في ضوء واقع غزة يعني إما التوجه نحو تهدئة شاملة في القطاع، أو صدام وعدوان جديد، خصوصاً في الواقع الحالي الذي يزداد تعقيداً وأزمات مع بطء تحويل التفاهمات الأخيرة مع السلطات المصرية إلى واقع ملموس. ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن الزيارة الأخيرة لمسؤول "الصليب الأحمر"، تعتبر بمثابة ضوء أخضر من قبل الاحتلال لهذه المؤسسة لتحريك ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى المفقودين في غزة، على الرغم من عدم استعداد سلطات الاحتلال حتى اللحظة لإبرام صفقة تبادل جديدة مع "حماس".

غير أنّ المدهون يبيّن أنّ الزيارات لا تزال بروتوكولية وتنتج عنها لقاءات وورش عمل وتعتبر بمثابة فتح بوابة للمزيد من اللقاءات مستقبلاً، إلا أنّ المثير للانتباه هو لقاء رئيس الصليب الأحمر مع رئيس حركة حماس بغزة، يحيى السنوار، المعروف بكونه شخصية ذات خلفية عسكرية ووضعته واشنطن على لائحة "الإرهاب" أخيراً.

المساهمون