وأحرق المحتشدون مجسماً لوعد بلفور، الذي قدمه وزير الخارجية البريطاني جيمس آرثر بلفور، في رسالة وجهها إلى ماير أمشيل روتشلد، أحد قادة الحركة الصهيونية، في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917، واعداً بدعم الحركة الصهيونية لإقامة "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".
وحمل المشاركون لافتات تُحمّل الحكومة البريطانية المسؤولية عن "الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني"، ومنها: "فليسقط وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، "99 عاماً على وعد بلفور المشؤوم، وما زال الجرح الفلسطيني ينزف"، مرددين شعارات: "يا بلفور وعدك باطل، هذه أرضي وحقي عادل، والمستوطن حتماً راحل"، "الانتداب الانتداب، شرع باب الاغتصاب".
وأعلن منسق الحملة الدولية لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور، محمد صالح، عن إطلاق الحملة بدعم من منظمات ومؤسسات وأكاديميين وسياسيين وناشطين فلسطينيين ومتضامنين حول العالم، مع السعي لتوسيع دائرة المشاركة في دول أخرى، من أجل توحيد الجهود لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور.
وأشار إلى أن الحملة تهدف إلى تسليط الضوء على أحد أهم الأسباب التي مكّنت الحركة الصهيونية من بناء دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني، وطرده من أرضه وتشريده، وتسعى إلى تنظيم مظاهرات عالمية بمشاركة واسعة من دولة فلسطين وداخل الخط الأخضر "أراضي عام 1948"، وفي جميع العواصم العربية والعالمية وأمام السفارات البريطانية.
وأوضح صالح أن سلسلة فعاليات وأنشطة متنوعة ستنظمها وتقرها اللجان المختلفة في كل دولة، لتنبيه الرأي العام العالمي بشأن المسؤولية التاريخية التي تتحملها بريطانيا في مأساة الشعب الفلسطيني، والسعي لمحاكمتها على نتائج وعد بلفور التي يعاني منها الشعب الفلسطيني حتى الآن.
وطالب صالح المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، بالعمل على إصلاح الخطيئة التاريخية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، ورفع الظلم عنه وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم طبقا للقرار 194.
من جانبه، دعا عضو شبيبة حزب الشعب، معتز السلطان، الفعاليات الشبابية والقوى الديمقراطية والتقدمية وأنصار السلام في العالم للمشاورات، والتحضير الفاعل لإطلاق حملة دولية لإدانة بريطانيا لمناسبة مرور 99 عاماً على إصدارها وعد بلفور الذي يتناقض مع حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال: "على الأمة العربية والإسلامية تحمّل مسؤولياتها التاريخية والقومية تجاه نضال الشعب الفلسطيني المشروع وقضيته العادلة، والتي لا زالت تمثل القضية المركزية، وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي"، داعياً القوى والفصائل الفلسطينية للالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية، و"العمل على تعزيز الوحدة الوطنية، من أجل التصدي للهجمة الإسرائيلية".