وشارك في المؤتمر الدولي الذي نظم بمبادرة من جمعية "ذاكرات- زوخروت" اليسارية التقدمية، عشرات المحاضرين الدوليين والإسرائيليين التقدميين وجمعيات فلسطينية من الداخل، منها "المهجرين" و"بلدنا" وجمعية "البديل" من بيت لحم، إلى جانب محاضرين دوليين من جامعة سراييفو وجنوب السودان، وناشطين سياسيين.
وجاء في مقدمة الدعوة للمؤتمر "منذ النكبة عام 1948، اقتُلع مئات آلاف الفلسطينيين من وطنهم جراء أعمال العنف المتواصلة التي مارستها دولة إسرائيل والتنظيمات الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين، ولا يزال السواد الأعظم من الفلسطينيين لاجئين مشرَّدين في بقاعٍ شتّى من العالم، بل إنّ بعضهم تعرّض للتهجير مرّتين وثلاث مرات، وتمنع دولة إسرائيل اللاجئين الفلسطينيين منذ حوالي 67 عامًا من عودتهم إلى وطنهم".
وأضافت "تبذل "ذاكرات- زوخروت" جهدها في سبيل اعتراف الجمهور اليهودي في إسرائيل بدوره في النكبة المتواصلة وتحمُّله المسؤولية عنها، وتطالب بتحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين، تطبيقًا لحق العودة وتصحيحًا حتميًّا لمظالم النكبة".
وتسعى جمعية "ذاكرات" للوصول إلى الجمهور اليهوديّ الإسرائيليّ في المقام الأول، لاستنهاض النقاش في أوساطه عن موضوع العودة. وطرح مجريات الحاضر بخصوص حق العودة، ما الذي يمكن فعله؟ وكيف سيبدو الواقع بعد عودة اللاجئين الفلسطينيين من منظور سياسيّ، وثقافيّ، وتربويّ، واقتصاديّ وتنظيمي؟ مع إمكانية تشكّل فرصةً للحياة المشتركة في البلاد ولنشوء نظام ديمقراطي يقوم على المساواة والعدل لكافة السكان.
اقرأ أيضاً: "عدنا" مشروع فلسطيني شبابي يجسد حق العودة
وفي السياق، قال المؤرخ إيلان بابيه لـ"العربي الجديد" عن "تخيل الحيز بعد العودة": "لكي نتحدث ونتخيل العودة وتحقيقها في فلسطين إسرائيل، أولاً يجب على الجانب الإسرائيلي تغيير نظامه من دولة صهيونية إلى دولة مساواة وديمقراطية، وإبطال حل دولتين لشعبين. فإسرائيل اليوم هي دولة استيطانية استعمارية".
وأضاف "على الجانب الفلسطيني طرح تفكير جديد وجدي بموضوع حق عودة اللاجئين. فمثلاً ماذا يريد لاجئ اليرموك الفلسطيني المقيم في أوروبا، من العودة إلى اليرموك أو إلى حيفا؟ فدولة إسرائيل لن تستطيع القبول ما دامت لم تتغير. الحكم الصهيوني هو حكم عنصري وغير إنساني للفلسطينيين".
أما لبنى شومالي مديرة وحدة الشؤون المالية والإدارية من جمعية "البديل" من بيت لحم فقالت: "أهم ما في المؤتمر أنه وضع موضوع اللاجئين على الطاولة، فهناك 7 ملايين و89 ألف لاجئ فلسطيني أي 67 بالمائة من الشعب الفلسطيني، ما يعادل ثلثي الشعب الفلسطيني. فالقضية الفلسطينية هي قضية لاجئين أولا". وأضافت "علينا أن نتعلم من تجارب تاريخية سابقة مثل البوسنة والهرسك وقبرص وجنوب أفريقيا، ونبلور تصوراً للعودة، وكيف سيكون شكل الدولة والدستور وآلية استرجاع الأراضي والأملاك وغير ذلك".
من جهتها، قالت مديرة جمعية "ذاكرات- زوخروت" ليئات روزبرغ: "السؤال الملح من ناحيتنا لفهم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو الاعتراف بالظلم التاريخي منذ النكبة للشعب الفلسطيني. لا يمكن فهم الصراع دون الاعتراف بحق العودة وهذا أمر يجب بحثه ويمكن تطبيقه على أرض الواقع".
وتابعت "اليوم نحن بعيدون من هذا للأسف، وعلينا أن نفهم بأن أي نظام يمكن أن نحقق فيه العودة، وبأية ظروف اقتصادية اجتماعية. علينا معرفة من سيعود وإلى أين سيعود، إلى بيوتهم أم إلى أحياء جديدة بنفس البلدة أو المدينة؟ ماذا سنفعل مع الجامعات والفنادق التي أقيمت على أراضي المهجرين؟ أسئلة كثيرة لا بد من بحثها ونقاشها".
اقرأ أيضاً: تقرير: أزمة اللجوء الفلسطيني "مهزلة أخلاقية"