عودة مورينيو.. ضد فيرغسون ومع 4-3-3 على طريقة تشيلسي

28 يوليو 2016
مورينيو وتجربتا فان غال وفيرغسون (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -


بدأت حقبة جوزيه مورينيو مع إمبراطورية مانشستر يونايتد، النادي الأنجح تسويقيا على مستوى العالم، والمدرب الذي يجيد بشدة الترويج لنفسه داخل الملعب وخارجه، ليتحدث في أول مؤتمر صحافي بقميص الشياطين الحمر قائلا، "لقد حلمت طويلا بهذه اللحظة، أريد أن أفوز بكل شيء مع هذا الفريق الكبير".

أراد جوزيه تدريب اليونايتد منذ فترة طويلة، صحيح أنه وضع عينه على هذه الوظيفة بعد رحيل السير أليكس فيرغسون، لكن الشيخ الاسكتلندي جاء بمواطنه دافيد مويس لخلافته، كذلك رأي في خصم مورينيو، الكتالوني بيب غوارديولا خيار أفضل إذا لزم الأمر، لتسير النتائج بطريقة معاكسة، ويأتي فان غال الذي لم يسعف نفسه، حتى أتت الفرصة على طبق من ذهب للرجل الخاص.

نحو الفوز
ابن الحارس البرتغالي الأسبق مورينيو، واللاعب الشاب الذي بدأ مسيرته الكروية في بداية الثمانينيات مع فريق ريو أفي، ولمن لا يعرف مورينيو اللاعب، يجب أن يضع تركيزا كبيرا على بداياته ولعبه في منطقة الوسط كلاعب ارتكاز، لكنه لم يجد النجاح الكافي، ليتنقل بين أكثر من ناد غير معروف، حتى يقرر الاعتزال المبكر وترك كرة القدم كلاعب سنة 1987، ليعلن نهاية مشواره القصير داخل المستطيل الأخضر.

يقول مورينيو عن هذه الفترة، "أنا شخص ذكي ولمّاح، أيقنت مبكراً أنني لست لاعبا كبيرا، ولن أصل أبداً إلى الدرجة الأعلى، لذلك الفرق الصغيرة فقط من تناسب قدراتي وإمكانياتي في الملعب، لذلك قررت الاعتزال مبكراً والابتعاد، لأن المركز الأول فقط هو من يناسبني ويرضي غروري".

عمل المدرب الكبير مع فان غال من قبل في برشلونة، والغريب أنه من أقصاه فيما بعد من وظيفته في مانشستر، ليأتي عوضا عنه. يقول عن سلفه، "تكتيكياً، فان غال راديكالي بعض الشيء، ومتعصب لآرائه بطريقة غير عادية، لذلك تتم إعادة التدريبات والتمارين يومياً، من أجل أكبر قدر ممكن من الاستيعاب لدى اللاعبين، لأنه يريد أن يسير اللاعبون وفق إرادته في كل شيء ممكن، من الدفاع إلى الهجوم".

علاقة فان جال السيئة بلاعبيه جعلتهم لا يثقون فيه بالمواقف الصعبة، آفة عانى منها الهولندي في برشلونة، ميونخ، ثم مان يونايتد، لكن مورينيو يختلف معه بشدة في هذه النقطة، لأنه قريب جدا من لاعبيه، لدرجة أنهم مستعدون لبذل كل التضحيات من أجله، وهذا ما سوف يحاول إعادته في مغامرته الجديدة.

تركيبة دفاعية
قدم اليونايتد موسما سلبيا على مستوى بناء الهجمات والنجاعة التهديفية، لدرجة شعور المشاهد بالملل أثناء متابعة آخر مواجهات الفريق تحت قيادة فان غال، الرجل الذي لم ينجح في صناعة توليفة هجومية ناجحة، ولم يحقق الانسجام المطلوب في الثلث الأخير، لكنه صنع نظاما دفاعيا جيدا، وساهم في تعليم لاعبيه كيف يغلقون المناطق تجاه مرماهم.

دخل مرمى اليونايتد 35 هدفا في كل مباريات البريمييرليغ في الموسم الماضي، أقل نسبة ممكنة رفقة توتنهام، ليتفوق دفاع مانشستر على فرق بقيمة ليستر وأرسنال، ثنائي الصدارة في نهاية البطولة. وبالتالي تشير هذه الإحصاءات إلى أن مورينيو لن يتم إرهاقه فيما يخص الشق الدفاعي، لكنه يحتاج إلى عمل مضاعف هجوميا، لأن الفريق يفتقد إلى غزارة الأهداف ولا يصنع فرصا كثيرة أمام المرمى، مشكلة تطول لاعبي الوسط والمهاجمين بكل تأكيد.

مورينيو مدرب دفاعي كتصنيف أولي، لكنه يطبق الهجمات المرتدة بسرعة مذهلة، وتسجل فرقه أهدافا عديدة، من خلال التحولات والضربات الثابتة، مع التسديدات من بعيد، رفقة العمل المنظم في بعض الأحيان. وبالعودة إلى سلسلة التعاقدات الحالية، حصل اليونايتد على خدمات بايلي، مخيتريان، إبراهيموفيتش، وقريبا بول بوغبا، "1 مدافع + 2 وسط + 1 مهاجم"، تركيبة يغلب عليها الطابع الأمامي المتوقع.

لاعبو مورينيو
يتعامل مورينيو بنجاح مع المدافعين صغار السن، فعلها من قبل مع فاران في ريال مدريد، وأعاد الكرة رفقة زوما تشيلسي، وإيريك بايلي هو الاسم الجديد الذي يستطيع تعلم مهارات جديدة بالأولد ترافورد. يمتاز الأفريقي بقدرة على شغل أكثر من مركز بالخلف، مع قوة حقيقية في الرقابة الفردية، وتميز في ألعاب الهواء، لذلك سيكون متواجدا في الخانة الأساسية خلال معظم مباريات المان.

إبراهيموفيتش أيضا يشبه مدربه، شخصية قوية في التعامل مع الإعلام، وصاحب خبرات طويلة مع دافع عدم اللعب من قبل في الدوري الإنجليزي، ووجوده سيقلل من الضغط على روني والبقية، بسبب قدرته على اللعب في المركز 9 بمفرده، رفقة ثنائي من الأجنحة يمينا ويسارا، أو حتى التمركز كمهاجم متأخر خلف الهداف الرئيسي داخل منطقة الجزاء.

بينما مخيتريان هو الصفقة الأهم، لأنه لاعب مباشر بنسبة 100 %، سريع وقوي في التحولات، ينتقل في جزء من الثانية من الدفاع إلى الهجوم، وبارع جدا في المركز 8 كلاعب وسط ثالث هجومي، يتحرك في وبين الخطوط، يستقبل الكرات ويسدد بجرأة على المرمى، ومثل هذه النوعية من اللاعبين تفيد مورينيو كثيرا، لأنه يستفيد منها في التسديد وصناعة الفرص أمام مرمى المنافسين.

الصفقة الأخيرة
"انتهينا من 75 % من الصفقات، يتبقى عمل أخير وسنصل إلى 100 %"، هكذا تحدث جوزيه مورينيو قبل الجولة الودية الحالية، ليظهر وكأنه شبه متأكد من انتقال بول بوغبا إلى مان يونايتد، الصفقة التي تقف فقط على بعض العمولات كما أكدت الصحف البريطانية. وفي حالة التأكيد الرسمي خلال قادم الأيام، سيكون جوزيه قادرا على استخدام أكثر من تكتيك بالأسماء الجديدة، وربما سيتحول إلى خطته المفضلة في الملاعب البريطانية، 4-3-3!

أيام تشيلسي كان الفريق يلعب بطريقة قريبة من الـ 4-3-3، لذلك كان هناك دور كبير لثلاثي الوسط، في التمرير والحيازة والقيام بالضغط العالي والتحول من الدفاع إلى الهجوم. ليس الوسط فقط هو المهم في 4-3-3 بل لاعبو الأطراف، لأنها هي خطة تعتمد علي أجنحة سريعة وقوية تتحول هجوميا، مع مهاجم غير ثابت داخل منطقة الجزاء.

وجود بوغبا يضمن الديناميكية، لأنه لاعب وسط متكامل ومتحرك، قوي هجوميا جيد دفاعيا، وصاحب تمريرات دقيقة، لذلك يستطيع اللعب في المركز 6 كهمزة وصل بين لاعب الارتكاز الدفاعي ونظيره الهجومي، كاريك أو شنايدرلين رفقة بوغبا ومخيتريان، ثلاثي سيجعله أفضل كثيرا على مستوى اللعب السريع.

يجب على اللاعب أن يغير اتجاهه، أن يحاول الهرب من مراقبه، كيف يتم هذا؟ عن طريق الحركة المستمرة ومحاولة خداع المدافع ولعب تمريرة إلى زميله خارج المستطيل، يحصل الزميل علي الكرة ويمررها بشكل مختلف. هذه الحالة هي من سيسعى إليها "السبيشل وان" في الموسم القادم.

الأمر لا يتعلق بالجانب التكتيكي فقط، بل أصبح مورينيو هو الآمر الناهي في كل شيء، لتنتهي أحكام السير أليكس، الرجل الذي أقصى بيكهام بسبب سلوكه، لكن مورينيو لا يمانع أبدا في قدوم زلاتان الذي لا يسلم أحد من لسانه، كذلك كان فيرغي من أكثر المدربين انتقادا للصفقات الباهظة، لكن اليونايتد في طريقه الآن لعقد أعلى صفقة في تاريخ اللعبة، كل شيء يتشكل وفق ما يريد الرجل الخاص.

المساهمون