باتت سورية أرضاً خصبة لأمراض عدة انقرضت منذ وقت طويل، بعدما قضت على حيوات الكثيرين. وأعلن عدد من الأطباء العاملين في الحقل الطبي في سورية "عودة معظم الأمراض التي انقرضت في المنطقة، والتي كادوا ينسون كيفية تشخيصها، كشلل الأطفال، والسل، والكوليرا، والحصبة، والطاعون، عدا عن تفشي الجرب، والليشمانيا (مرض جلدي معدٍ)، وظهور القمل بشكل كبير".
وقال الطبيب سلمان الخالد إن "أمراضاً وبائية تنتشر في معظم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة"، موضحاً أن "المنطقة الواقعة بالقرب من معبر باب السلامة، والتي شهدت معارك ورمي جثث لم يتم دفنها، تشهد انتشاراً أوسع لتلك الأمراض بسبب تفسخ الجثث وانتقال العدوى من خلال الهواء". ولفت إلى أن "المخيمات الواقعة ضمن الأراضي السورية تشهد أيضاً تفشي القمل والجرب والليشمانيا، بسبب عدم توفر مقومات النظافة فيها"، محذراً من "تفاقم هذه الأمراض في فصل الصيف".
كذلك، ظهرت في الآونة الأخيرة عودة ملحوظة لمرض شلل الأطفال في مناطق مختلفة، واللشمانيا في شمال البلاد، إضافة إلى السرطان على أنواعه بسبب "التكرير البدائي للنفط شرقي البلاد". وقد ظهرت العام الماضي 58 إصابة بشلل الأطفال، و3500 إصابة بالحصبة.
وشهدت منطقة حارم في ريف محافظة إدلب والمناطق الشرقية في محافظة الرقة، انتشاراً لمرض حمى التيفوئيد، إضافة إلى التهاب الكبد الوبائي -ألف في مناطق حارم ودير الزور وحلب.
من جهة أخرى، يلفت الأطباء إلى "وجود مؤشرات على ظهور فيروس كورونا، وتحديداً في محافظة دير الزور، بعدما توفي مجموعة أشخاص وصلوا إلى مستشفيات المدينة وهم مصابون بالإنفلونزا مع ارتفاع في حرارة الجسم".
وكانت منظمة الصحة العالمية رجحت في آخر تقاريرها عودة أمراض مثل "التيفوئيد والكوليرا والإسهال مع قدوم فصل الصيف"، محذّرة من "غياب إجراءات الوقاية، ما قد يؤدي إلى تفشّي الأوبئة". ولفتت إلى أنه "خلال العامين الماضيين، تم تعطيل النظام الصحي السوري، بعدما توقف 35 في المئة من المستشفيات الحكومية عن العمل، وتوارى حوالى 70 في المئة من العاملين في القطاع الصحي في بعض المحافظات، ما أدى إلى نقص كبير في عدد العاملين، باستثناء بعض المتطوعين غير المدربين الذين اختاروا العمل في ظروف صعبة وإمكانات محدودة".
كذلك، توقعت المنظمة "تفشي أمراض تنتقل بالماء، وخصوصاً التهاب الكبد، والتيفوئيد، والكوليرا، والدزنتاريا، إضافة إلى أمراض أخرى كان يمكن الوقاية منها عبر اللقاحات مثل الحصبة، بسبب تراجع نظام التلقيح في سورية من 95 في المئة عام 2010، إلى 45 في المئة عام 2013".
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية إليزابيث هوف إن "أكثر ما يدعو للقلق هو انهيار شبكات المياه، والصرف الصحي، وزياد الأمراض التي تنقلها المياه، ما قد يؤدي إلى انتشار التهاب الكبدي الوبائي - ألف الذي يمكن أن يسبب أوبئة".
وبدأت هذه الأمراض تنتقل إلى الدول المجاورة مع عبور آلاف السوريين الحدود يومياً إليها، وتم رصد إصابات بالحصبة والسل بين النازحين في لبنان والأردن والعراق وتركيا.
وقال مدير مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة الأردنية محمد العبد اللاتفي، إن "حوالى تسعة أمراض انتشرت في مخيم الزعتري للاجئين، منها السل، والحصبة، والتهاب الكبد الفيروسي بنوعيه (ألف وباء)، والتدرن الرئوي، والتيفوئيد، واللاشمانيا".