عناصر فوج إطفاء بيروت يعتصمون ضدّ "الإهمال المزمن" لحقوقهم

17 سبتمبر 2020
رفع أحد الأطفال لافتة معبّرة(حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -


نظّم عناصر فوج إطفاء بيروت، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية ضدّ  ما قالوا إنه "الإهمال المزمن لقضيتهم وأبسط حقوقهم المعنوية والمادية". إذ هم، على الرغم من تضحياتهم، لم يستسلموا أو يتراجعوا يوماً عن تأدية واجبهم الوطني، حتى بعد انفجار مرفأ بيروت، الذي استشهد فيه 10 عناصر من الفوج،  وسارعوا إلى إطفاء الحريق الكبير الذي اندلعَ قبل أيام في السوق الحرّة، داخل المرفأ.


ووقف المعتصمون في ساعات بعض الظهر، أمام مبنى بلدية بيروت، رافعين لافتات تطالب بمنحهم أبسط حقوق العيش بكرامة، لا سيما أنّ عدداً كبيراً منهم تجاوز سن التقاعد في ظلّ غياب الرعاية الصحية التي لا تؤمنها لهم السلطات اللبنانية، وأدنى مقوّمات الحياة. وطالبوا بمنحهم الحقوق نفسها التي تُعطى للعسكريين والأمنيين، وإيفاء المعنيين بتعهداتهم إلى أهالي شهداء فوج الإطفاء، إن كان من مساعدات مالية أو اجتماعية.

اعتصام فوج الإطفاء(حسين بيضون/العربي الجديد)

وتوقّفوا، عند الإهمال الذي لا يطاول فقط حقوقهم المادية والمعنوية، بل يشمل أيضاً المركز بشكل عام، على صعيد الآليات، والعناصر البشرية، الذين لا يتجاوز عددهم الـ600، على حدّ قولهم. كما أنّ التجهيزات الضعيفة، هي من العوامل التي تعرقل أداء مهماتهم، وتجعلهم يبذلون جهوداً مضاعفة، خلال عمليات إطفاء الحرائق والإنقاذ، وفي أحيانٍ كثيرة، تزيد من حجم الخسائر المادية والجسدية التي تسجّل، نتيجة امتداد النيران، واتّساع رقعتها نظراً لعدم قدرتهم على الإستجابة بالسرعة المطلوبة، ما يستوجب في حالات عدّة، مناشدة أصحاب الصهاريج الخاصة لتقديم المساعدة.

وانتقد عناصر فوج الإطفاء طريقة تعاطي البلدية مع مطالبهم، وإقفالها الباب في وجههم مرات عدّة، بعد طلبهم لقاء المعنيين لعرض مطالبهم، التي تشمل أيضاً صيانة الآليات. فالسيارات قديمة الطراز، وقسم منها معطّل، كذلك الأمر بالنسبة إلى صهاريج مياه الإطفاء، وهناك نقص حاد في مختلف الأجهزة المطلوبة لتحسين ظروف العمل، وتأمين سلامتهم الشخصية، المعرّضة للخطر دائماً بسبب النقص الكبير والأدوات البدائية التي يعملون بواسطتها، وصولاً إلى الملابس الخاصة بعملهم والتي باتت مهترئة، وغير صالحة أو حتى آمنة.
وخلال التظاهرة، وقع إشكال بين عناصر إطفاء فوج بيروت ومرافقي رئيس بلدية بيروت والمحافظ، أحدث بلبلة في المكان قبل أن ينتهي التوتر وتعود أصوات العناصر لترتفع مع لافتات، تعبّر عن مدى معاناتهم، هم الذين لولا جهودهم لما بقيَ وطن ومواطنون.
وشارك في الوقفة الاحتجاجية، أفراد عائلات عناصر فوج الإطفاء، وفي مشهد مؤثر، شدّدت إحدى الفتيات على مدى فخرها بعمل والدها كرجل إطفاء، لكنها قالت: "ما بدي إخسر بابا بلا قضية". فيما رفع أحد الأطفال لافتة معبّرة جداً، كتب عليها: "بابا ولا مرة ضهر ووعدني إنو راجع.. عن رجل الإطفاء أتكلم". كما رفعت في المكان، صور شهداء الرابع من أغسطس/آب، الذين خسرهم فوج الإطفاء أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني.

 

إعتصام فوج الإطفاء - بيروت (حسين بيضون/العربي الجديد)

ومن المطالب التي رفعت في الاعتصام، الحصول على نسبة من أصل الراتب بعد أن يكون قد أنهى العنصر 25 سنة من الخدمة، ويحسب التعويض عن كل سنة بعد الخمس والعشرين، تبعاً للقانون، ترقية عدد من الرتباء والعرفاء من المظلومين بالترقيات وإنصافهم، وغيرها من المطالب. 

المساهمون