عمال مصر يواصلون رحلة البحث عن حقوقهم المهدرة

11 نوفمبر 2014
عمال مصر يواجهون أوضاعاً معيشية صعبة (العربي الجديد)
+ الخط -

يستمر عمال مصريون في مواقع عمالية مختلفة، في الاعتصام والإضراب عن العمل، سعياً لاستعادة حقوقهم المالية المهدرة، فمنهم من حقق انتصاراً ولو محدوداً، ومنهم من ينتظر.

ونظم العشرات من عمال الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، اليوم الثلاثاء، اعتصاماً محدوداً في محطة مترو "الدمرداش"، للمطالبة بتعيين العمال المؤقتين، وتحقيق العدالة بين العاملين في الشركة، بسبب تفاوت المرتبات بين الموظفين.

وأكد العمال المحتجون، أنهم بصدد تصعيد اعتصامهم، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، كما يواصل عمال الشركة الوطنية للصناعات الغذائية "شويبس" إضرابهم عن العمل الذي بدأوه منذ أسبوعين، اعتراضاً على بيع الشركة لحساب شركة "كوكاكولا" وتسريح العمال، بحسب ما أعلنه رئيسها، في منشور حصل العمال عليه.

وأكد العمال أن مطالبهم تتلخص في عدم تسريحهم، وبقائهم في أماكنهم حال بيع الشركة، مطالبين وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية، بالتدخل من أجل وقف نزيف فصل وتشريد العمال.

على صعيد آخر، قرر 2500 عامل في شركة الكوك في حلوان، جنوب القاهرة، فض إضرابهم عن العمل واعتصامهم، الذي بدأوه الأحد الماضي، بعدما توصلوا لاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، ووزير الاستثمار المصري، برفع قيمة الأرباح المقرر توزيعها من 11 شهراً إلى 15 شهراً.

وكان العمال البالغ عددهم أكثر من 2500 عامل قد دخلوا في اعتصام مفتوح تحول إلى إضراب شامل عن العمل اعتراضاً على قرار إدارة الشركة والشركة القابضة بتخفيض أرباح العاملين من 24 شهراً إلى 11 شهراً، على الرغم من تحقيق الشركة أرباحاً بلغت 248 مليون جنيه هذا العام، مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت فيه الأرباح 136 مليون جنيه.

وقال العمال لمراسل" العربي الجديد"، إنه على الرغم من أن الاتفاق، غير مرضٍ للعمال، إلا أنهم قالوا، إن قرار فض الإضراب والعودة إلى العمل جاء حرصاً منهم على بطاريات الشركة، التي دخلت في مرحلة الخطر نتيجة وقف الإنتاج عنها وانخفاض درجة حرارة تسخينها، مما يهدد بخرابها، التي كانت ستكلف الشركة عشرات الملايين لإعادة تشغيلها، فضلاً عن دخول الفرن الثالث في شركة الحديد والصلب مرحلة الخطر؛ وذلك بعد توقفه، أمس، عن العمل نتيجة عدم إمداد شركة الصلب بفحم الكوك اللازم لتشغيل الفرن، وهــو ما كان سيكلف شركة الحديد والصلب مبلغاً لن يقل عن 200 مليون جنيه ( 28 مليون دولار) لتعمير الفرن المتوقف.

وفي سياق متصل، أنهى المئات من عمال الشركة المصرية للأسمدة في محافظة السويس، اعتصامهم وإضرابهم عن العمل، صباح اليوم الثلاثاء، بعد الاتفاق الذي دار بين ممثلي العمال، واللجنة المشكلة من وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية، وعدد من القيادات الأمنية في مدينة السويس، والذي ينص على صرف نسبة العمال من أرباح الشركة، على دفعتين.

وبحسب مرصد المحروسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (منظمة مصرية غير حكومية)، فإن مصر شهدت خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، تنظيم 106 احتجاجات عماليّاً، من بينها حالات انتحار للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بسبب تردي الأوضاع المعيشية والمطالبة بحقوق مهدرة من الشركات والمؤسسات التي يعمل لمصلحتها العمال.

المساهمون