علاء عرفة.. تاريخ من التطبيع برعاية مبارك والسيسي

21 فبراير 2018
علاء عرفة (العربي الجديد)
+ الخط -


برز اسم رجل الأعمال المصري، علاء عرفة، خلال اليومين الماضيين، بعد إعلان شركة "ديليك دريلينغ" الإسرائيلية، وشريكتها "نوبل إنرجي" الأميركية، توقيع اتفاقيتين ملزمتين مع شركة "دولفينس" المصرية، لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر بقيمة 15 مليار دولار على مدار 10 سنوات، بوصفه الممثل الإقليمي للشركة الأخيرة، ووسيط الصفقة التطبيعية الأضخم بين البلدين.

ولد عرفة في محافظة الإسكندرية عام 1958، وتخرج من كلية الطب بجامعة عين شمس، وعُين معيداً بها، قبل أن يستقيل لإدارة أعمال والده، الطيار العسكري، أحمد عرفة، الصديق المقرب من مبارك، وخريج دفعته نفسها، والذي استغل صداقته لإنهاء صفقة بيع شركة ومحلات "أوركو" الحكومية بأسعار زهيدة، ومن دون مناقصة، لصالح ابنيه اللذن غيّرا اسمها التجاري إلى "غراند ستورز".

في إبريل/ نيسان 2015، أسس عرفة، بالتعاون مع رئيس مجموعة "طاقة عربية"، خالد أبو بكر، شركة "دولفينس" بغرض استيراد الغاز من إسرائيل، ووقعت "خطاب نوايا"، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام ذاته، مع تحالف الشركات المسؤول عن حقل "تامار" الإسرائيلي، من أجل بدء التفاوض على توريد الغاز عبر خط الأنابيب، الذي تتولى تشغيله شركة "غاز شرق المتوسط"، ومهّد هذه الخطوات عقد الصفقة التي أبرمت أخيرا مع إسرائيل لاستيراد غاز بقيمة 15 مليار دولار.





وكان مجلس النواب المصري قد استعد للصفقة في 5 يوليو/ تموز الماضي، بموافقته النهائية على مشروع قانون مقدم من حكومة السيسي، يسمح لشركات القطاع الخاص باستيراد الغاز الطبيعي، وتسويقه، وبيعه في السوق المحلي، بحجة التوسع في مجالات استثمارات الغاز، وتشجيع وجذب الاستثمارات إلى القطاع.

وسبق لعرفة أن تبرع بمبلغ 20 مليون جنيه (نحو 1.1 مليون دولار) لصالح صندوق "تحيا مصر"، الذي أنشأه الرئيس عبد الفتاح السيسي عند توليه مقاليد الحكم، ولا تخضع أمواله لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، ويبدو من سياق الأحداث أن النظام المصري اختاره ليكون رجل "إسرائيل" الجديد في مصر، محل رجل الأعمال، وعراب صفقة توريد الغاز المصري لإسرائيل قبل ثورة 2011، حسين سالم.

ويعد عرفة من أبرز رجال الأعمال المصريين المطبعين مع إسرائيل، ولعب دوراً هاماً في الضغط على الحكومة المصرية، لتسريع توقيع اتفاقية "الكويز" بين مصر وإسرائيل في العام 2004، والتي تشترط دخول المكون الإسرائيلي في المنتج المصري بنسبة 11.7%، بهدف التصدير إلى الولايات المتحدة.

ووقع عرفة عقد شراكة مع "تيفرون" الإسرائيلية للملابس الرياضية، لإنشاء فرع للشركة بمصر تحت اسم "تيفرون إيجيبت"، والتي عمل بها الجاسوس الإسرائيلي المعروف، عزام عزام، فيما أرسل وفداً من العمال المصريين لإسرائيل للتدريب بمقر الشركة في تل أبيب بتاريخ 11 فبراير/ شباط 1996، بحسب شهادة منسوبة لعزام.

ويشرف عرفة مع شقيقه، أشرف، على إدارة 20 شركة تعمل معظمها في مجال تصنيع الملابس الجاهزة، وصناعة الغزل والنسيج، والأقمشة، ويملك هو شخصياً 25% من شركة (العرفة للاستثمار والاستشارات)، التي يتم تداول 33% من أسهمها في البورصة المصرية منذ العام الماضي، وتعد من الأسهم الدولارية.

ووجهت إلى عرفة اتهامات سابقة بالتهرب من دفع مديونية للبنوك بقيمة أربعة مليارات جنيه، في حين ساهمت شراكته مع نجل الرئيس المخلوع، جمال مبارك، في تأخير فتح باب استيراد الملابس الجاهزة إبان فترة حكم مبارك، بموجب اتفاقية "الغات"، من أجل حماية استثماراته من المنافسة الخارجية.

وشغل عرفة العديد من المناصب، منها رئيس مجلس إدارة المجلس التصديري للملابس الجاهزة، وعضو مجلس إدارة شركة "القلعة"، المملوكة لنجل الكاتب الصحافي الراحل، محمد حسنين هيكل، فضلاً عن اشتراكه في تأسيس شركة (سي آي آي سي) في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وتعد واحدة من كبريات الشركات الاستثمارية بالسوق المصرية.

كذلك، تولى رئاسة مجلس الأعمال المصري الإيطالي، والمركز المصري للدراسات الاقتصادية، وعضوية مجلس إدارة المركز البريطاني للأعمال، ومجلس الأعمال المصري الأميركي.

المساهمون