عقدة البداية تُسقط الكبار: طبيعي وعادي قبل الثورة

18 يونيو 2018
المنتخبات الكبيرة تحتاج إلى بعض الوقت للدخول (العربي الجديد،Getty)
+ الخط -

ليس هناك سبب واضح يُفسر البداية المتعثرة للمنتخبات الكبيرة في بطولة كأس العالم، إنما هو أمر طبيعي يتكرر مع كل بطولة كبيرة، لأنه من الصعب أن يدخل أي منتخب كبير مباشرةً إلى الأجواء ويبدأ بتسجيل النتائج الكبير فهناك عامل الضغط والتوتر ورهبة اليوم الأول.

بداية طبيعية
قد ينتقد قسم كبير أداء المنتخبات الكبيرة في بداية بطولة كأس العالم 2018، لكن عليه قبل كل شيء مراجعة الأحداث التاريخية في النسخات السابقة التي ترافق المنتخبات في المباريات الافتتاحية دائماً. فبداية أي منتخب في بطولة بحجم المونديال تحتاج إلى تمهيد مسبق للدخول في الأجواء وهو أشبه ببداية موسم جديد، والذي تنتظر فيه الجماهير حتى الجولة الخامسة أو السادسة لرؤية الفريق يدخل في "التوب فورم".

الأمر نفسه يحصل في بطولة كأس العالم، فأول مباراة ورغم أنها رسمية ومهمة لجمع النقاط الضرورية لضمان التأهل، إلا أنه في نفس الوقت محطة انطلاق بشكل تدريجي في أجواء المونديال. فمثلاً إسبانيا خسرت أمام سويسرا في نسخة 2010، وتُوجت في النهاية بلقب كأس العالم، إيطاليا تعادلت ثلاث مباريات في دور المجموعات في 1982 وحصدت اللقب العالمي آنذاك.

هي أمور عادية وطبيعية للمنتخبات الكبيرة التي تدخل بطولة كأس العالم تحت ضغط كبير وتوتر، ورهبة المباراة الافتتاحية دائماً ما تُخيم على أداء اللاعبين والمجموعة بشكل عام، وبالتالي يظهر المنتخب العملاق بأداء باهت لا تتقبله الجماهير وتعتبره بمثابة بداية كارثية لن تحمل هذا المنتخب بعيداً في بطولة كأس العالم.

الوقت حاسم
خسارة ألمانيا وإن كان أداؤها متواضعاً فهي مجرد عائق صغير لن يوقف منتخب "المانشافت" عن التأهل إلى الدور الثاني، أما تعثر الأرجنتين أمام أيسلندا فهو ورغم المفاجأة طبيعي لأن أيسلندا لعبت بروح قتالية ولعبت بدون ضغط مثل نجوم الأرجنتي،ن وخصوصاً ليونيل ميسي المطالبين باللقب أو الموت.

أما البرازيل فأداؤها لم يكن مقنعاً لكنه ليس كارثياً، لكن كونه المرشح الأول للتتويج بلقب المونديال هذا العام، فإن الجماهير توقعت أكثر بكثير مما قدم منتخب "السامبا" على أرض الملعب. أما إسبانيا فلعبت جيداً لكنها لكم تفز والبرتغال لم تكن مقنعة واعتمدت على كريستيانو رونالدو ليُنقذها من الخسارة الأولى في المونديال.

هذه هي بداية البطولات الكبيرة دائماً، تحتاج إلى المنتخبات العملاقة للتخلص من رهبة المباريات الافتتاحية أولاً والتخلص من الضغط الذي تشكله الجماهير العاشقة والغيورة، ومن ثم تبدأ رحلة المونديال وربما تبدأ في الجولة الثانية أو الثالثة، وبعدها يبدأ العرض الكروي الجميل في الأدوار الإقصائية لأن كل منتخب يكون قد وصل إلى القمة بأدائه وجاهز للتحدث، ولاعبوه دخلوا الأجواء المونديالية بجدية.

الوقت يحسمُ كل شيء في المونديال، كل شيء يحتاج إلى بعض الوقت والأهم الآن هو جمع النقاط للتأهل إلى الدور الثاني، وبعدها سيكون الأمر أفضل لكل المنتخبات الكبيرة وجماهيرها ولاعبيها.

المساهمون