عفيفة لعيبي.. عن المرأة في عزلتها

23 نوفمبر 2017
(من المعرض)
+ الخط -
على مدار أربعة عقود طافت خلالها أكثر من منفى، سكنت نساء الفنانة التشكيلية العراقية عفيفة لعيبي (1952) جميع لوحاتها في مستويات متعدّدة، حيث يظهرن في كامل صلابتهن وقوتهن أو يقمن في عزلة محجوبة عن الواقع، أو محمّلات برمزية تشير إلى الخراب من حولهن.

تستضيف "قاعة بوشهري" في الكويت معرضاً جديداً لها افتتح في التاسع عشر من الشهر الجاري، ويتواصل حتى السابع من الشهر المقبل، حيث يضمّ 25 عملاً تتنوّع بين تصوير حالات الانتظار التي تعيشها المرأة أو الضجر أو لحظات حالمةً على فراش أو حديقة، إلى جانب العديد من البورتريهات.

الفنانة التي ولدت في البصرة، نشأت في عائلة اهتمت بالفن والسياسة معاً، حيث برزت تجربة شقيقها فيصل لعيبي الذي تعلّم في فرنسا، بينما هي اختارت موسكو لتدرس فن الجداريات في "معهد سوريكوف" وجذبتها هناك اشتغالات فنانين روس على الأيقونة واللوحات الدينية، ثم انتقلت للإقامة في إيطاليا لتتأثر بعدد من الرسامين الذين عملوا على الموضوع نفسه.

لكن بُعداً آخر أضيف إلى تجربتها بسبب انتماءاتها إلى اليسار العراقي، ومشاركتها في فعاليات ضد الدكتاتورية والعنصرية، فدخلت عوالم أخرى تعيشها النساء في العالم الثالث في محاولة منها لتصوير ما يقمن به من أعمال وطقوس؛ الولادة وجلسات العائلة والمائدة الأعمال المنزلية، غير أن جرعة رمزية ظلّت حاضرة في تجربتها، وكذلك تسرّبت أبعاد أسطورية تتصل بالتراث العراقي كما في أعمالها الأخيرة.

في معرضها الحالي، تجسّد لوحة الأجنحة المكسورة لامرأة تحمل طائراً، أو امرأة بجوار آلتها الموسيقية أو في السوق وقرب البحر، وتغلب علبهن حالات الانتظار أو الضجر أو التأمل التي تتأتى نتيجة العزلة التي قد تتبدى في معظم أعمالها خياراً شخصياً.

موضوع المرأة لدى لعيبي يولّد فضاءات ومناخات لا حصر لها، وهي تعتمد على اللون كقوة إبهار بصرية أساسية، لكن وعيها بالدور والوظيفة التي تحكم حياة النساء يمكّنها من مقاربة الاغتراب والاستلاب وما يخلفانه من انفعالات وتداعيات.

يُذكر أن عفيفة لعيبي تقيم في هولندا منذ منتصف التسعينيات، وأقامت معارض عدّة في لندن وروما وبروكسل وبيروت والقاهرة والشارقة والكويت وأمستردام وبغداد.

المساهمون