شيّع حوالي ثمانية آلاف من الفلسطينيين، اليوم الجمعة، الشهيد محمد أبو خضير إلى مثواه الأخير في مقبرة بلدة شعفاط، شمال القدس الشرقية المحتلة، على بعد أمتار من المكان الذي خطفه منه المستوطنون الإرهابيون، قبل أن يقتلوه ويحرقوا جثته، يوم الأربعاء الماضي.
وردد الآلاف الهتافات الغاضبة التي تدعو للانتقام من المستوطنين، وتتوعد المحتلين بأيام سوداء، وبانتفاضة ثالثة.
وشارك الآلاف من الرجال والنساء في تشييع أبو خضير، الذي يطلق عليه الفلسطينيون "شهيد فجر رمضان"، وذلك رغم إغلاق قوات الإحتلال لمداخل بلدة شعفاط بالكامل، وتحويلها إلى ثكنة عسكرية مغلقة. وتمكن المئات من الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية، من التسلل إلى القدس فجراً، للمشاركة في الجنازة، فضلاً عن توافد المئات من فلسطين المحتلة عام 1948.
وكان لافتاً في المسيرة التي جابت شوارع بلدة شعفاط، رفع علم فلسطين وغياب كامل لأعلام الفصائل والأحزاب الفلسطينية.
وانطلق الآلاف من المشيعين الذين كانوا في انتظار تسليم جثمان الشهيد أبو خضير من مستشفى "هداسا"، من قبل سلطات الاحتلال، عقب تشريح جثمانه، في مسيرة حاشدة من أمام مسجد شعفاط، بعد أداء الصلاة عليه، ثم ألقى ذووه نظرة الوداع عليه، وجابت المسيرة شوارع البلدة باتجاه المقبرة، ليدفن بجانب ابن عمه الشهيد أمجد أبو خضير.
واعتدت قوات الاحتلال على مشيعي الشهيد أبو خضير، حيث اشتبك المشيعون مع الجنود قرب مقبرة البلدة، فرد عليهم الجنود بإطلاق وابل من الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع نحو 30 إصابة من بين المشيعين، إحداها وصفت بالخطيرة.
إلى ذلك، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في القدس عقب صلاة الجمعة، في عدد من المناطق، حيث اندلعت مواجهات عنيفة في حي وادي الجوز ورأس العامود، وباب السلسلة والأسباط وباب حطة.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان المقدسيين، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات بالاختناق.
وامتدت المواجهات العنيفة، إلى حاجز قلنديا شمالي القدس، وعلى المدخل الشرقي لبلدة العيزرية وكذلك بلدات الرام وعناتا في القدس المحتلة.
في هذه الأثناء، أعلنت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، الاستنفار وحالة الطوارئ في كافة مرافقها في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وانتشرت في كافة مناطق المواجهات على الحواجز وفي أحياء القدس وداخل المسجد الأقصى، من أجل تقديم المساعدات للمصابين والمرضى.